مهاجر يختبئ 10 ساعات داخل "حقيبة"... ويخرج منها مهددا بالموت
يواجه مهاجر تونسي خطر فقدانه لحياته إثر محاولته للهجرة غير الشرعية داخل حقيبة قبل أن يتم التفطن له من قبل الجمارك، بعد ساعات طويلة من الانتظار.
ويرقد المهاجر في قسم الانعاش في المستشفى الجهوي بمدينة جرجيس جنوب تونس لكن وضعه الصحي وصف بالحرج جدا، بحسب ما نقلت تقارير اعلامية اليوم.
وأفادت إذاعة (موزاييك) الخاصة، اليوم، بأن المهاجر كان يعتزم الهجرة غير الشرعية بمساعدة وسطاء، عبر "باخرة قرطاج" التي تؤمن رحلتها الأولى من ميناء المدينة نحو ميناء مرسيليا الفرنسي.
واضطرت الباخرة، التي كان يفترض أن تغادر عند منتصف نهار أمس، الى تأخير رحلتها لسبع ساعات بعد التفطن الى عدة محاولات لمهاجرين كانوا يعتزمون الهجرة بطريقة غير شرعية.
وبحسب تقرير الإذاعة ، تم التفطن في مرحلة أولى الى خمسة أشخاص تخطوا الحواجز الأمنية وكانوا يخططون للوصول بأي طريقة ممكنة الى ظهر السفينة قبل أن يتم التفطن اليهم.
ودفعت الحادثة وحدات الأمن الى التدقيق أكثر في عمليات التفتيش بالباخرة قبل مغادرتها الميناء.
وأفضت عمليات التدقيق الى كشف حقيبة بإحدى السيارات التي نجحت في تخطي حواجز التفتيش وصعود الباخرة، وبداخلها شخص في وضع صحي حرج ومهدد بالموت.
وأوقف رجال الأمن السيارة بعد شكهم في سلوك السائق وتم سحب الحقيبة من تحت أدباش أخرى بمؤخرة السيارة، إلى الخارج.
ويواجه المهاجر مشكلات صحية معقدة بسبب توقف عمل كليتاه بالكامل، بعد أن اضطر للمكوث داخل حقيبة مغلقة بالسيارة لمدة تفوق 10 ساعات، منذ وصول السيارة الى الميناء.
ويرقد المهاجر في العناية المركزة بمستشفى جرجيس، وقالت الاذاعة إن فرص نجاته تكاد تكون مستحيلة، بينما أفضت التحقيقات الأمنية الى ايقاف 12 شخصا من بينهم عمال في الباخرة، متورطين في الوساطة لتيسير الهجرة غير الشرعية.
وتشهد سواحل جرجيس عمليات ابحار متكررة لقوارب الهجرة غير الشرعية نحو أقرب نقطة من السواحل الإيطالية لكن القيود الأوروبية المتزايدة قلصت من فرص وصول المهاجرين وبقائهم داخل دول التكتل الأوربي، إذ يجري في الغالب ترحيلهم على الفور.
وشددت الحكومة اليمينية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من قيود استقبال قوارب الهجرة ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر لموانئها، لكن هذا لم يحل دون استمرار محاولات الهجرة غير الشرعية للشباب العاطلين واليائسين من سواحل تونس.
وتفيد أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية بأن 3811 مهاجرا تونسيا غير شرعي أدركوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية أغسطس عبر رحلات بحرية غير شرعية.
وفي مقابل تلك الأرقام، أحبطت قوات خفر السواحل في نفس الفترة، هجرة 6369 شخصا نحو السواحل الايطالية خلال نفس الفترة.