صائد الطيور المغردة على أطلال مطار غزة
بعد أن ترك المدرسة وعمره تسع سنوات، يجلس الفتى الفلسطيني حمزة أبو شلهوب الآن بين أطلال مطار غزة الدولي الذي افتُتح قبل 20 عاما قبل أن يصبح في طي النسيان تقريبا.
وفي أيام كثيرة يجلس أبو شلهوب بمفرده في صالة كبار الزوار المهجورة بمطار غزة الدولي السابق، لكن ليس ليسافر.
وبينما تحيط به نقاط حدودية مصرية من الجنوب وأبراج مراقبة إسرائيلية من الشرق عند الطرف الجنوبي لغزة، يكسب أبو شلهوب قوته من خلال صيد وبيع طيور مغردة، مستخدماً طيورا مغردة أخرى كطعم لإيقاعها في شراكه.
ويقول الفتى إن طائر الحسون يكون بمثابة جائزة حقيقية، لأنه يواصل الغناء في الأسر. ويمكنه أن يجني 30 دولارا مقابل بيع طائر حسون واحد في السوق، لكنه لم يصطد حسونا سوى مرة واحدة، وعادة ما يرزق بطيور أخرى تكون حصيلة بيعها أقل
وكان شقيقه الأكبر شادي (24 عاما) أوفر حظا منه حيث اصطاد طائر الحسون 12 مرة منذ أن بدأ صيد الطيور قبل عشر سنوات.
ولا يتطلب الأمر جهدا كبيرا، إذ يستيقظان في الفجر يوميا لنشر شباكهما بين حطام وركام منشآت المطار، لكن مع تفشي الفقر ووصول نسبة البطالة بين الشباب في غزة إلى 70% يقول أبوشلهوب «إنه لا يملك خيارات أخرى».
يقول وهو يجلس مستدفئا بملابس شتوية أمام إبريق من القهوة على جذوة نار: «حين كنت صغيراً كان حلمي أن أكون معلماً، ولكن والدي أخرجني من الدراسة من أجل العمل حتى أساعد العائلة. حينها كنت أريد أن أعود إلى الدراسة وأكملها، ولكن الآن لا أستطيع العودة»، مشيرا إلى أن مادتيه المفضلتين في الدراسة كانتا اللغتين العربية والإنجليزية.
ومن أجل إغواء الطيور وأسرها يربط الأخوان خيطا في ساق طائر حسون اصطاداه من قبل، على أمل أن يجتذب وجوده على الأرض طيورا برية ويغريها بالنزول ظنا أن هناك طعاما أو ديدانا يمكنها التغذي بها.
وبمجرد نزول الطيور على الأرض يطبقان عليها بالشباك. كما وضعا 3 مسجلات في أنحاء المطار تصدر عنها أصوات طيور، وفي أغلب الأوقات لا يتمكنان إلا من صيد طيور صغيرة تباع بنحو دولار ونصف لكنه مبلغ يكفي على الأقل لتوفير ما يسد الرمق من الطعام.