بعد خطابه يوم أمس.. ماكرون يتصدر عناوين الصحف الفرنسية
تصدرت معظم الصحف الفرنسية، اليوم، ومنها "لو فيغارو" و"لو موند" وغيرهما، عناوين تناولت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. مشيرين إلى أن خطاب ماكرون كان مخيبا لتوقعات الفرنسيين.
وجاء ذلك تعقيبا على ظهور ماكرون، أمس، في خطاب متلفز جاء في خضم احتجاجات شعبية تشهدها فرنسا منذ نحو شهر واطلق عليها اسم "السترات الصفراء".
واعتبر بعض محرري هذه الصحف أن وعود الرئيس هي "بوادر" حل فقط، مشيرين إلى أنها "غير كافية" أو "غير كاملة" لإيقاف التحركات الاحتجاجية لحركة لا زعيم محددا لها ومطالبها متنوعة ومتعددة.
ولم تجد الصحافة الفرنسية أن أداء ماكرون كان مؤثرا. حيث أن معظم المحررين كتبوا أن دوره لم يكن فعالا، حيث أن غالبية الفرنسيين كانت تعلق الآمال على قدرة السلطة التنفيذية على إقناع "السترات الصفراء" بالتراجع عن هذه الحركة وايقاف الفوضى التي تثيرها في البلاد. معبرين، من وجهة نظرهم، أن رئيس الدولة لم يقم سوى بتقديم التنازلات.
وكان ماكرون أعلن، يوم أمس في خطابه، عن حزمة من التدابير الاجتماعية وكان أبرزها رفع القدرة الشرائية للفرنسيين وتهدئة الوضع الاجتماعي، منها رفع الحد الأدنى للأجور بمئة يورو (113 دولارا) شهريا اعتبارا من العام المقبل. زيادة لن تكلف الشركات أي كلفة إضافية وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية.
من جانبهم قابل محتجو حركة "السترات الصفراء" الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعيا لتهدئة احتجاجاتهم، بتحفظ شديد. وتراوح استقبالهم لها بين من رأى فيها بوادر تقدم، وبين من اعتبرها دليلا على عدم اكتراث السلطة بالمحتجين. بينما سخرت المعارضة السياسية من أقصى اليمين وأقصى اليسار من التدابير التي أعلنها ماكرون.
ولقد بدأت حركة "السترات الصفراء" مظاهراتها في 17 نوفمبر في أنحاء فرنسا رفضا لزيادة الضرائب على أسعار الوقود.
وتصاعدت حركتها الاحتجاجية لتصبح مظاهرات عارمة ضد الرئيس ماكرون الذي يتهمه المتظاهرون بعدم التعاطف مع الطبقات الشعبية.
وتقول السلطات إن الأضرار التي لحقت بالممتلكات في العاصمة السبت أسوأ بكثير من تلك التي سجلت الأسبوع السابق، مع عدد كبير من السيارات المحروقة والزجاج المهشم في العديد من الأحياء.