يتعرى على مسرح «أيام قرطاج».. و«فيسبوك» يضج بالتعليقات
ضج موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بالتعليقات الساخرة، بعد أن تداول بعض النشطاء صورا من مسرحية تم عرضها الليلة الماضية في المسرح البلدي بالعاصمة تونس ضمن «أيام قرطاج» المسرحية، أظهرت ممثلاً على الخشبة وقد تعرى تماما كما ولدته امه أمام الجمهور الحاضر، وقد أثار المشهد أيضا ضجة في وسائل الإعلام التونسية، اليوم، وجدلاً واسعاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
ففي عرض لمسرحية ألمانية سورية بعنوان ''يا كبير''، مساء أمس، على خشبة المسرح البلدي بالعاصمة في إطار الدورة 35 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، ظهر ممثل سوري عاريا على خشبة المسرح في مشهد غير مسبوق ما أثار انزعاج البعض على ما يبدو.
ووصفت وسائل إعلام إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس المشهد بـ «الفضيحة»، لكن على الجانب الآخر دافع آخرون عن حرية التعبير والفن.
وتداول مستخدمو «فيسبوك» في تونس صورة للممثل أثناء أداء دوره، خلال الدقائق الأخيرة من المسرحية، وهو عار تماما، مرفوقة بتعليقات بين منتقد لهذا المشهد الذي وُصف بالسلوك غير الأخلاقي، فيما اعتبر البعض الآخر أنّ ذلك يدخل في اطار رؤية فنية ابداعية ولا يمكن تقييم العمل الفني من زاوية أخلاقية، بغضّ النظر عن جنسية العمل.
واستغرق المشهد قرابة 10 دقائق اكتفى فيها الممثل بتعبيرات جسدية ممزوجة بتعبيرات كلامية، لكنه مثل سابقة في تاريخ المسرح بتونس مع أن التعري يعد ظاهرة مألوفة في السينما التونسية.
وقالت ناشطة مسرحية تدعى نبيلة عبيد اليوم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن «التعري مسألة فنية شائعة في الأعمال المسرحية الغربية وقد يتحول إلى عمل استفزازي يدفع إلى التفكير لكنه قد يؤدي إلى فعل عكسي لا يتجاوز التشويش خاصة إذا كان المشهد قد طال أكثر من اللازم».
وتتناول المسرحية علاقة الأفراد بالسلطة بهذا ''الكبير'' صاحب السلطة والقدرة بدء من العائلة وصولا إلى سلطة الديكتاتور.
ويصفها مخرجها، رأفت الزاقوت، بأنّها ''عرض مسرحي جدلي، واستفزازي بعض الشيء، يغلق دائرة الحوار، ويفتح باب الأسئلة حول من الضحية ومن الجلاد؟ وهذا يخلق عدم راحة في تقبّل العمل''.
وقال مدير المسرح البلدي زهير الرايس، في تصريح إذاعي اليوم، إن «المسرحية تتضمن رسائل عن قضايا الشرق الأوسط، ولم يكن القصد من التعري أي إيحاءات جنسية، على العكس تماما يصور المشهد رسائل بألم شديد».
وأضاف الرايس «المسرحة كانت جيدة من الناحية الفنية، والمضمون كان رائعا».
وقوبل المشهد بتصفيق من الحاضرين، الذي قدر عددهم بنحو 450 متفرجا، غير أن شهودا أكدوا أيضا أن عددا قليلا من المتفرجين غادروا العرض بمجرد ظهور المشهد العاري.
وقال الرايس:«نحترم المغادرين للمسرح لكن الذين بقوا كانوا أكثر عددا ومن حقهم متابعة العرض، من الناحية الفنية فإن جسد الممثل هو أداة تمثيل».
وأوضح الرايس «الممثلون سوريون ويعيشون في ألمانيا والعمل المسرحي من منتجين ألمان، نحن نتحدث عن عقلية أوروبية مخالفة للعقلية العربية».
وتتمتع الفنون في تونس، التي تعيش انتقالا ديمقراطيا، بهامش أكبر من الحرية والجرأة مقارنة بباقي الدول العربية إلا أن المسارح لم تتعود من قبل على مشاهد العري سواء من أعمال تونسية أو أعمال وافدة على عكس الأعمال السينمائية.
ولم يستبعد الرايس، الذي خضع إلى استجواب من الشرطة التي حضرت إلى المسرح بعد انتهاء العرض، أن تكون لجنة اختيار الأعمال المسرحية على إطلاع مسبق بمضمون العرض بما في ذلك مشهد العري قبل إدراجه في العروض الرسمية.