مارتن لوثر كينج المناضل الذي اغتيل بسبب قضيته
51 عاماً على اغتيال صاحب الخطاب الأشهر "لدي حلم"
"لدي حلم بأن يعيش أطفالي الأربعة في دولة لا يُحكم عليهم فيها بلون بشرتهم، وإنما شخصهم وأفعالهم، وأن تشتبك أيادي أبناء السود مع البيض ويمشون معا إخوة وأخوات".
كان هذا جزءا من الخطاب الشهير "لدي حلم" للناشط الأميركي مارتن لوثر كينج، والذي ألقاه في أغسطس 1963، بمناسبة مرور100 عام على تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأميركية. ويُعتبر اليوم الذي أٌلقي فيه هذا الخطاب من اللحظات الفاصلة في تاريخ حركة الحريات المدنية، حيث خطب كينغ في 250 ألفاً من مناصري الحقوق المدنية، كما يُعتبر هذا الخطاب واحداً من أكثر الخطب بلاغة في تاريخ العالم الغربي، وتم اختياره كأهم الخطب الأميركية في القرن العشرين طبقاً لتصويت كتاب الخطب الأميركية.
مارتن لوثر كينغ ولد في 15 يناير عام 1929بمدينة أطلنطا في ولاية جورجيا حيث عانى من العنصرية منذ صغره، وتم اغتياله في 4 أبريل 1968، كان زعيمًا أميركيًّا من أصول إفريقية، وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود. حصل في عام 1964 م على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من أبريل عام 1968.
ابتدأت قضية مارتن لوثر كينج عام 1954 عندما قدم وزوجته إلى مدينة مونتجمري التي كانت ميدانا لنضال مارتن، إلى أن جاء يوم الخميس الأول ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة روزا باركس وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة فكانت البداية لقضيته.
عدّل مارتن لوثر كينج من موقفه تجاه البيض، عندما دخل الجامعة، وركّز غضبه على الظلم بدل كراهية شخص بعينه. لقد حدث ذلك عندما قرأ كتابات ثورو وغاندي، حيث تعرّف على فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغير، وكذلك فكرة المقاومة السلبية السليمة ، وهكذا بدأ يقول إن الحب يمنح قوة الداخلية . لقد هزّت حياة غاندي وطريقته كينغ في الأعماق .
واعتُبِر مارتن لوثر كينغ من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. وأسس زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين في المساواة. وكان بطل الكفاح السلمي ما جعله يخضع بشكل مستمر لمضايقات من قبل الشرطة الفدرالية الأميركية، على الرغم من أن نضاله ضد التمييز العنصري اتخذ طابعا سلميا.
رفض كينغ العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين ، وبدؤوا يتحدّونه عام 1965م.
ولم يطالب كينغ بالعدالة لأبناء جلدته من أصول أفريقية فحسب، بل لجميع الفقراء والمهمشين في الولايات المتحدة، فضلا عن معارضته العلنية الشديدة للحرب التي كانت تشنها حينها واشنطن على فيتنام.
وانتهت حياة لوثر كينج بشكل مأساوي وهو في الـ 39 من عمرة، فقد اغتيل عندما كان في شرفة فندق كان يقيم فيه في مدينة ممفيس بولاية تينيسي الأميركية.
وبمناسبة مرور الذكرى الواحدة والخمسون على رحيل لوثر كينج قام العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنشر أهم أقواله في حساباتهم على "تويتر" و "فيسبوك".
ومن أشهر أقول مارتن لوثر كينج:
"هذا هو المعنى والقيمة الحقيقيان للرحمة واللاعنف، عندما يعيننا على رؤية وجهة نظر العدو، وسماع أسئلته، ومعرفة تقييمه لنا، ذلك أنه قد تتاح لنا بالفعل رؤية نقاط الضعف الأساسية لحالتنا من خلال وجهة نظره، وإن كنا ناضجين، فربما نتعلم، ونزداد عقلانية، ونستفيد من حكمة الأخوة الذين يسمون معارضة." "حان الوقت كي نجعل العدالة حقيقة لجميع الناس".
"أنا أؤمن أن الحقيقة المجردة من السلاح والحب غير المشروط ستكون لهما الكلمة الفصل على أرض الواقع. لهذا يكون الحق المهزوم مؤقتا أقوى من شر منتصر".
"الآن دعونا نبدأ. الآن دعونا نـَنـْذُر أنفسَنا من جديد للنضال الطويل والمرير لكن الجميل من أجل عالم جديد".
"ثورة القيم الحقيقية سوف تمسك بزمام النظام العالمي وسيكون لها قرار في شن الحرب، "هذه الطريقة في تسوية الخلافات ليست عادلة".
"نريد الحصول على كل حقوقنا، نريدها هنا، ونريدها في التوّ واللحظة".