كتب له فيكتور هوجو: «إنك تخلق رعشةً جديدةً في الشعر الفرنسي»
في ذكرى ميلاده.. بودلير الشاعر الذي قاده ديوانه إلى المحكمة
يوافق اليوم، 9 أبريل، ذكرى ولادة الشاعر الفرنسي الشهير والناقد الفني شارل بودلير. والذي يعتبر من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم. وفي هذه المناسبة قام مغردون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بنقل بعضا من أهم الجمل التي كتبها الشاعر الفرنسي مرفقة مع وسم #بودلير.
وُلد بودلير في پاريس، فرنسا، في 9 أبريل 1831، ودرس في ليون، حيث استقل بحياته في عمر مبكر.
كان بودلير غير منتظم في دراسته، في بعض الأحيان دؤوب، وفي أوقات أخرى كان أقرب للكسل. ولاحقا، درس القانون، التخصص الشهير لأي شخص لم يقرر بعد اختيار مهنة محددة. وبعد حصوله على الليسانس عام 1839، أخبر أخيه بأنه لا يشعر أن لديه موهبة في أي شيء.
بدأ بودلير كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه "ازهار الشر"، إلا أن شعره كان متقدماً عن شعر زمنه فلم يُفهم جيداً إلا بعد وفاته.
ويرى النقاد أن شارل بودلير حرك المياه الراكدة فى بحور الشعر فى أوروبا بصفة عامة، وفرنسا بصفة خاصة، إذ لديه مقولة شهيرة: "سوف أحاول استخراج الجمال من الشر".
وكان كتابه الصغير "أزهار الشر" لا يزيد عن ثلاثمئة صفحة، إلا انه فاق في القيمة، بالمعيار الأدبي، أكثر الأعمال ضخامةً وشُهرة. وتُرجم إلى غالبية اللغات الأوروبية.
ولم يستطع معاصروه من شعراء ونقاد وصحافيين أن يدركوا أن هذا الديوان الصغير، للشاعر الذي لم يتجاوز عُمر الشباب، سيكون ألمع ما أنتجه القرن شعرياً، بما انطوى عليه من فتوحات لا تُستنفَد.
إلا أن ڤيكتور هوجو استطاع، ببصيرته الخارقة، أن يقدر ذلك، فكتب له: «إنك تخلق رعشةً جديدةً في الشعر الفرنسي».
وقبل مرور أسبوعين على صدور الديوان، تم تقديم بودلير وناشرَيه إلى المحاكمة بتهمة انتهاك الأخلاق العامة. وطالبت النيابة العامة بحذف 10 قصائد، ست منها بحجة إهانة الأخلاق العامة، وأربع بحجة إهانة الأخلاق المسيحية.
بحلول 1859، وبسبب مرضه، وضغوط الحياة، وتأثره بالفقر فقد بودلير شبابه بشكل ملحوظ. لكن في النهاية، وعاد للعيش مع والدته لفترة في هونفلور. كان بودلير منتجاً وعاش في سلام في هذه البلدة الساحلية، وتعتبر قصيدة "الرحلة" Le Voyage، من الأمثلة على جهوده في ذلك الوقت.
زادت الصعوبات المالية مرة أخرى على بودلير، وخاصة بعد إفلاس دار النشر التي يملكها عام 1861. وفي عام 1864، ترك باريس إلى بلجيكا، أملاً في بيع حقوق نشر أعماله، وكذلك لإلقاء المحاضرات.
كان يدخن الأفيون، وفي بروكسل بدأ احتساء الكحول بإفراط. أصيب بودلير بجلطة حادة عام 1866 وبعدها أصيب بالشلل. وبعد معاناة من فقدان القدرة على الكلام استمرت لأكثر من عام، حصل على الطقوس الأخيرة في الكنيسة الكاثوليكية.
قضى بودلير العامين الأخيرين من حياته شبه مشلولاً في "مصحات" في بروكسل وباريس، حيث توفي في 31 أغسطس 1867. ودُفن في مقبرة مونپارناس، پاريس.
نُشرت الكثير من أعماله بعد وفاته. ودفعت والدته ديونه بالكامل، وشعرت أخيراً ببعض الراحة من شهرة بودلير. وقالت: "أرى ابني، بجميع أخطائه، متمتعاً بمكانة أدبية". وعاشت بعده أربع سنوات.
من أهم أعمال بودلير: "لافانفارلو، أزهار الشر، اليوميات، سأم باريس، الفراديس المصطنعة".
وفي سياق متصل شارك بعض المتابعون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعض مقولات الشاعر الفرنسي بودلير في ذكرى ميلاده مرفقة بوسم #بودلير، فنقل أحدهم عبارة: "أيها الموت، أيها القبطان العجوز، حان الوقت، فلنرفع المرساة، هذا البلد يبعث فينا السأم، أيها الموت فلنبحر #بودلير".
وكتب آخر: "آه كم يبدو العالم كبيرا في ضوء المصباح وصغيرا في ضوء الذاكرة".