بالصور.. 107 أعوام على غرق "تايتنك" بسبب النار والجليد والإهمال
غرقت، في مثل هذا اليوم من 107 أعوام، الـ "تايتنيك آر أم أس" السفية الأشهر والأكثر إثارة في العالم والتي تضاربت النظريات حول غرقها ما بين اصطدامها بجبل جليدي في المحيط الأطلسي، وما بين اندلاع حريق هائل في السفينة لمدة ثلاث أسابيع، دون أن يلاحظ ذلك أحد، ما أدى إلى إضعاف هيكلها.
أثارت مأساة "تايتنيك آر أم أس" الجدل، ولا تزال، على مدار أكثر من قرن، حيث ظهرت العديد من الفرضيات التي تشير إلى أن السفينة لم تغرق بسبب جبل جليدي فحسب بل ظهرت نظريات أخرى تكشف سبب الغرق.
بُنيت سفينة التايتنك سنة 1912م في مدينة بلفاست في أيرلندا على يد أشهر المهندسين، وقد استمر بناؤها مدة عامين، وبلغت تكلفة بنائها 7.5 مليون دولار، وتتميز هذه السفينة بطولها الذي يساوي 270 متراً،وعرضها الذي يساوي أكثر من 28 متراً، ووزنها الذي يزيد عن 52 ألف طن.
وسميت التايتنيك بهذا الاسم الذي يعني "المادر" لأنها كانت أكبر باخرة نقل ركاب في العالم تم بناؤها في ذلك الوقت، ولأنها اتصفت بثلاث صفات لم تتوفر بغيرها من السفن وهي: الضخامة، عدم القابلية للغرق والفخامة.
أبحرت التايتنك، المملوكة لشركة وايت ستار لاين، للمرة الأولى في 10 أبريل 1912 من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي، وبعد أربعة أيام من انطلاقها في 14 أبريل 1912 اصطدمت الباخرة بجبل جليدي قبل منتصف الليل بقليل، ما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام في الساعات الأولى ليوم 15 أبريل 1912.
وكان طاقم السفينة قد تلقى أكثر من إنذار على وجود جبل جليدي ضخم في مياه المحيط، إلّا أنّها كانت تسير بأقصى سرعتها عندما اقتربت من الجبل الجليدي، فكان من المستحيل على طاقمها إبعاد السفينة عن الجبل الجليدي وتجنّب الاصطدام به، وقد تسبّب الاصطدام بفتح شقّ في أسفل السفينة يمتدّ على خمس مقصورات متتالية، ممّا سمح للمياه إلى الاندفاع بقوة إلى داخل السفينة فقد صمّمت سفينة التايتنك على أن تبقى طافية إذا لحق الضرر بأربعة من مقصوراتها وليس خمسة كما حدث، ممّا تسبب ببدء المأساة وغرقها.
وكان على متن الباخرة 2,223 راكب، نجا منهم 706 شخص فيما لقي 1,517 شخص حتفهم.
بقي غرق سفينة التايتنك لغزاً كبيراً على مدار مئة عام، حيث أنه وعلى الرغم من تصديق الجميع أن السبب في غرق السفينة كان اصطدامها بجبل جليدي في وسط البحر، إلا أن هناك نظرية جديدة ظهرت لتبين أن السبب الرئيسي في غرق السفينة هو اندلاع حريق هائل كان قد بدأ بالنشوب منذ ثلاثة أسابيع دون أن يلاحظ أحداً ذلك، مما أدى إلى إضعاف هيكل السفينة، وتسبب في تضررها بشكل كبير عند اصطدامها بالجليد.
وشكل غرق سفينة تايتنك صدمة كبيرة لأنها بنتيت على أيدي أمهر المهندسين وأكثرهم خبرة، وقد استخدم في بنائها أكثر أنواع التقنيات تقدماً حينذاك. وساد الاعتقاد بأنها السفينة التي لا يمكن إغراقها، حيث أنها مزودة بأعلى معايير السلامة.
ويُعتبر غرق هذه السفينة من أشهر المآسي التي حدثت خلال التاريخ الحديث، وقد استخدمت قصة غرق التايتنك في كتابة الكثير من الأفلام، والمقاطع الموسيقية، والقصص.