مطرب يسخر من شائعة وفاته السادسة.. «الاستعجال للرحيل ليه»!
سخر المطرب السوداني عبدالكريم الكابلي من شائعة وفاته التي انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأكد أنه بخير وصحة جيدة وأن شائعة رحيله هي السادسة من نوعها داعياً الله أن يحفظ السودان ويمنح العافية لأبنائه الذين يسألون عنه ويفتقدونه.
وأكد الفنان والشاعر الكابلي في مقابلة هاتفية من مقر إقامته بولاية متشغان الأميركية أجراها معه الميع السابف بإذاعة وتلفزيون السودان عمر الجزلي المقيم حالياً بولاية فرجينيا بأميركا، أنه استقبل الشائعة بضحكات من الأعماق، وقال «الذين يتحدثون عن وفاتي هم من يحبوني لدرجة الموت»، وأشار إلى أنه ينظر إلى الجانب الخيّر منها ويرى أنها نوع من الجزع وانطلقت من معجبين يعتبرون أنفسهم أسرة واحدة مترابطة معه وتصل بهم المحبة إلى الضد، وتتحول إلى خوف من الرحيل.
وقدم الفنان الكابلي شكره للأطباء السودانيين الذين قدموا له كل العون الطبي بأميركا، وقال إنهم يذكرونه بالسودان القديم وأغنية كتبها تقول كلماتها (كل ما جابوا سيرة طيبة أو إحسان.. أو قصة شهامة وقول عن الأوطان.. قلت أكيد كلامهم كان عن السودان)، وأضاف الكابلي متسائلاً «الاستعجال للرحيل ليه» و«كلنا راحلين»، وقال إذا قصد مطلق الشائعة الخبث فأنا أرد عليه بالأمثال القديمة والقصص التي تحكي عن «الكذاب»، مشيراً إلى قصة قديمة في كتب المدارس الإبتدائية تحكي عن راعي أغنام كان يرهب أهل قريته بصياح كاذب ويقول هجم النمر إلى أن هجم النمر حقيقة في وضح النهار.
وأعلن الكابلي عزمه العودة من المهجر إلى أرض النيلين، وقال إن أمنيته من قلبه هي الرجوع إلى السودان وتقديم أعماله الجديدة التي أنتجها بأميركا وسط أحبابه بالسودان، مشيراً إلى أنه فرغ من تلحين أوبريت (قلية بن) وتلحين أغنية (جراح المسيح) التي تدعو للتعايش السلمي والمحبة بين الأديان وتنبذ الحرب والقتل والدمار.
من جانبه وصف عمر الجزلي الشائعة بالقبيحة والبغيضة، وقال إنها سرت سريان الفيروس في الجسد، مبيناً أنها تتسبب في إيذاء مشاعر الناس بصورة عنيفة خاصة أنها تتحدث عن الفنان الرمز الكابلي، مشيراً إلى أنه بخير وعاد بعد العلاج إلى الغناء والعزف بالعود.
وعبدالكريم الكابلي المولود في عام 1933، يعتبر أحد أبرز وأعمدة الفن في السودان، وملحن وباحث في التراث الشعبي، وشاعر يروض المقفى من الأبيات، وموسيقي عريق عزفاً وتلحيناً.
والكابلي أو «الزول السمح» نسبة إلى إحدى أغنياته التراثية الشهيرة، يوصف بانه فنان المثقفين، ولا غرو أن يدهش مستمعيه ومحبيه بترانيم الأغنيات الفصحى في غنائه (كمُعللتي، لأبي فراس الحمداني)، و(أمطرت لؤلؤاً، ليزيد بن معاوية)، و(شذى زهر ولا زهر، لعباس محمود العقاد)، ورائعة الشاعر السوداني الراحل محمد المهدي المجذوب (ليلة المولد يا سر الليالي)، والعديد من الأغنيات.
ودخول الكابلي العلني إلى عالم الغناء، كان في مطلع الستينات، أي بعد سنوات من انعقاد مؤتمر (باندونغ) بإندونيسيا لدول عدم الانحياز (1955)، حين حضر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلى السودان، وأثناء ترتيب مراسم الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، اقترح عليه بعض المسؤولين في وزارة الإعلام أن يغني قصيدة من شعر الطالب آنذاك تاج السر الحسن، تحمل عنوان (أنشودة لآسيا وإفريقيا)، وهي تمجيد لظهور حركة عدم الانحياز، ووقف الكابلي في حضرة عبدالناصر وكبار الضيوف ليغني للمرة الأولى أمام الجماهير.
والمحطة الثانية للكابلي، هي غناؤه في حضرة سيدة الغناء العربي كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، التي زارت السودان لإحياء حفلتين موسيقيتين في إطار جولة لدعم المجهود الحربي المصري، بعد نكسة.1967 ورفض الكابلي آنذاك حضور أي من الحفلتين وقال لأصدقائه: «لن أستمع إلى أم كلثوم قبل أن تستمع هي إلي». وهكذا كان، واختار قصيدة أبي فراس الحمداني «أراك عصي الدمع»، بعد أن لحنها وفقاً للسلم الخماسي المعتمد في الألحان السودانية. وأدى القصيدة التي سبق لأم كلثوم أن برعت في غنائها، وعندما انتهى همّ بالانصراف كعادته، ليفاجأ بسيدة الغناء العربي تبحث عنه لتصافحه وتشجعه وتبدي إعجابها بأدائه، وبعد فترة غنى «الجندول» للمهندس علي محمود، والتي كان يغنيها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وبعدها لحن قصيدة «كليوباترا» على طريقته الخاصة.