في مثل هذا اليوم.. سارتر يدخل تاريخ جائزة "نوبل" برفضه الحصول عليها
جان-بول شارل ايمارد سارتر (21 يونيو 1905 باريس - 15 أبريل 1980 باريس)، هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي وكاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي.
يعدّ سارتر من أشهر من نالوا جائزة "نوبل" في العالم، وذلك بسبب رفضه الحصول عليها قبل نحو 50 عاماً.
ففي 22 أكتوبر عام 1964، كان الفيلسوف الفرنسي يأكل عند الظهيرة في أحد المطاعم قرب منزله في باريس، حين تلقى اتصالاً لإبلاغه بأنه نال جائزة "نوبل"، فأجاب سارتر "أنا أرفض الجائزة، وسأحتفظ بأسبابي وراء ذلك لأقولها للصحافة السويدية".
ويبدو أن تلقيه خبر اختياره من قبل اللجنة في استوكهولهم لنيل الجائزة لم يسبب له أي مفاجأة، ولم يحرك عنده أي مشاعر. لكن الأمر أثار ضجة كبيرة، ولاسيما في فرنسا، لكون جان بول سارتر أول من يرفض نيل جائزة "نوبل" في العالم.
لكن سارتر علم للتو أن الأكاديمية المانحة لجائزة "نوبل" لا تنتظر رأي المرشح في ذلك، وعلى هذا فإن رفضه نيل الجائزة لا يغير شيئاً في كونه أصبح حائزاً جائزة "نوبل".
وعلى ذلك يعد جان بول سارتر حائزاً جائزة "نوبل" للآداب في عام 1964، رغم رفضه الجائزة، ورغم رفضه حضور الحفل التقليدي في 10 ديسمبر من العام نفسه، ورغم أنه رفض استلام الشيك المصرفي للجائزة، وقيمته 273 ألف كورونة سويدية، أي ما يعادل اليوم 300 ألف يورو.
وليس في رفض سارتر للجائزة ما يثير الدهشة، فهو سبق أن أعلن مراراً رفضه نيل أي جائزة من تلك التي تمنحها السلطات الفرنسية، مثل جائزة جوقة الشرف وغيرها.
وأرسل الفيلسوف الفرنسي نصاً مطولاً الى وسائل الإعلام السويدية برر فيه قراره وقدم فيه ما يشبه الإعتذار.
وسبق ذلك أن أرسل الى الأكاديمية السويدية يطلب فيها عدم منح جائزتها لشخص لا يرغب في ذلك. وكتب "وصلتني بعض الأخبار، ومفادها أني قد أنال جائزة (نوبل) اليوم، ولأسباب خاصة وأخرى موضوعية، أتمنى ألا أكون ماثلاً على قائمة المرشحين للجائزة، وأنا لا أستطيع ولا أرغب، لا الآن ولا في المستقبل، أن أقبل هذه الجائزة".
لكن هذه الرسالة لم تغير شيئاً من النتيجة. ولم يسبق أن حال أحد دون حصوله على "نوبل" إلا الشاعر السويدي، اكسيل كارلفيلدت، الذي نجح في إقناع اللجنة عام 1919 بحذف اسمه من قائمة المرشحين، غير أنه عاد ونالها بعد مماته في عام 1931، حين كان منْح الجائزة للراحلين مازال متاحاً.
ومازال رفض سارتر للجائزة موضع جدل، اذ يرى فيه البعض دليلاً على التزامه بمبادئه، فيما يرى آخرون أنه قد يشير الى التباهي بالنفس، مشيرين مثلاً الى قبول الفليلسوف والكاتب الكبير، ألبير كامو، الجائزة نفسها رغم مواقفه ومبادئه.
وكان سارتر يخاف أن يدفن حياً قبل أن يُتم مساره، على حد قوله، وكان ينظر إلى الجوائز على أنها "قبلة الموت"، كما أنه بنى كل أفكاره على نقد المؤسسات، فكيف يتجاوب معها بالحصول على جائزة.
توفي سارتر في 15 أبريل عام 1980، عن عمر يناهز 75 عاماً في مستشفى بروسيه في باريس بعد إصابته بوذمة الرئة.