لماذا يسبب الجوع الشديد الغثيان؟

أوضحت دراسة جديدة، قامت بها أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في مؤسسة كليفلاند كلينك بأوهايو، أن أحد أهم الأسباب، والأكثر شيوعاً للشعور بالغثيان بعد فترة طويلة من آخر وجبة، أن المعدة تنتج حمض الهيدروكلوريك كجزء من العملية الطويلة لتحطيم الطعام، وتستخدم ما في وسعها للحصول على الطاقة والمواد، والتخلص من الباقي، وبالتالي يتعرض الشخص الذي لا يأكل لفترة طويلة لتراكم هذا الحمض في معدته، ما يسبب الشعور بالغثيان، بدلاً من الشعور بالجوع.

وأفادت الدراسة بأن ظاهرة الامتناع عن الطعام لفترة طويلة، تجعل الطعام أقل جاذبية، حتى لو كان الشخص بحاجة إليه، فعند انتشار الحمض في المريء، يمكن أن يسبب الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة والغثيان.

وهناك مجموعة أخرى محتملة للشعور بالغثيان، عندما يتعلق الأمر بالجوع بشبكة إشارات الجسم، لمعرفة وقت تناول الطعام.

ويتم تنظيم هذه الإشارات عن طريق جهاز الغدد الصماء، ونظام الغدد (بما في ذلك الغدة النخامية، والغدة الدرقية، والبنكرياس)، الذي يستخدم مجرى الدم للتواصل الكيميائي.

وتعطي الهرمونات الناتجة عن نظام الغدد الصماء للجسم المعلومات التي يحتاجها، للحفاظ على مستوياته الكيميائية متوازنة. لكن هذا التوازن يمكن أن يشهد اضطرابات إذا تجاهل الشخص إشارات الجوع أو لم تناول الطعام بانتظام.

وقالت الدراسة إن عاملين أساسيين، هما الغريلين واللبتين، يلعبان دوراً رئيساً في هذه الاضطرابات، إذ يفترض أن يسبب الغريلين الجوع (وهو مهم للعديد من العمليات الرئيسة في الجسم، بما في ذلك حركة الأمعاء وإفراز حمض المعدة والذوق واستقلاب الجلوكوز). أما اللبتين فلديه تأثير معاكس، حيث يعمل على ضبط الغريلين، من خلال خفض الشهية.

وعندما يكون الجسم في حالة طبيعية، فإن هذه الهرمونات تنظم تلقائياً، حيث إنه أثناء تناول الطعام يطلق الجسم هرمون اللبتين، ما يشير إلى أن الشخص راضٍ، ولا يحتاج إلى الجوع لفترة من الوقت، وعندما يحتاج الجسم إلى طعام، ينتج الغريلين ما يجعل الشخص جائعاً. لكن عند تجاهل إشارات الجوع وعدم تناول الطعام بانتظام، يختل التوازن الكيميائي بين الغريلين واللبتين، وبالتالي فإن الجسم سينتج المزيد من الغريلين لإقناع الشخص بضرورة تناول الطعام، وعند ارتفاع مستوى هذا الهرمون، يفترض أن تزيد الشهية لدى معظم الناس، لكن بعض الذين لديهم حساسية أعلى للمستويات الهرمونية، فإن التباين في الهرمون والعوامل الأخرى تؤدي إلى إصابة البعض بالغثيان الخفيف، عندما يكونون جائعين للغاية.