الملكة اليزابيت زُفّت بثوب من البروكار أُهدي إليها من سورية

البروكار الدمشقي.. قماش فاخر تزينت به ملكات العالم

صورة

تعتبر الصناعات اليدوية وجهاً معبراً عن أي حضارة في التاريخ، فلكل مدينة تاريخها، الذي يطول الحديث عنه، في مجال الصناعات اليدوية التي عرفها العالم على مر العصور، والتي تميز منها "البروكار الدمشقي". وهو الصنعة الدمشقية الحريرية التي لاتزال تحتل مكانها المرموق، رغم استخدام الآلة وفيض انتشارها.

البروكار هو قماش فاخر سميك نسج تاريخياً على النول اليدوي، باستخدام خيوط الحرير والذهب والفضة. وتنفرد به مدينة دمشق، العاصمة السورية، منذ القدم، وله حرفيوه وصُنَّاعه المتخصصون والمشهورون.

يُصنع البروكار من الحرير الطبيعي 100%، وقد يتم في بعض الأحيان إدخال خيوط القصب ذات اللونين الأبيض والأصفر، ومن مميزات البروكار، أيضاً، أنه يحاك على الأنوال اليدوية، وذلك يستغرق وقتاً طويلاً، حيث إنها لا تنتج في اليوم الواحد أكثر من ثلاثة أمتار من البروكار.

وعُرِّف البروكار عالمياً على أنه "قماش مصنوع من الخيوط الحريرية الطبيعية، وتدخل فيها الخيوط الذهبية أو الفضية لتزيد جماله وبهاءه"، أما التعريف الفرنسي للبروكار فهو "خيوط من ذهب، ونار على علم".

وبقي البروكار لقرون من الزمن من أغلى المنتجات الدمشقية التي سحرت الشرق والغرب. حتى غزا أوروبا وكان يعرف باسم "دامسكو" نسبة إلى دمشق، لاسيما أنه ارتبط عالمياً باسم دمشق، ثم عرف في إيطاليا باسم "بروكاتلو".

وكان يُطلب البروكار الدمشقي من قبل الملوك والملكات والحكام والمشاهير، حيث ارتدته شخصيات شهيرة كالملكة الفرنسية ماري أنطوانيت. كما أهدى الرئيس السوري الأسبق، شكري القوتلي، الملكة إليزابيث أمتاراً عدة من هذا القماش، الذي استخدمته في حياكة فستان زفافها إلى الملك فيليب عام 1947.

واليوم تواجه حرفة حياكة البروكار اليدوي خطر الاندثار، مع تراجع عدد آلات الحياكة اليدوية في دمشق، وغلاء كلفة تشغيل النول، التي تصل إلى آلاف الدولارات لإنتاج القماش بالطريقة التقليدية. كما استبدلت خيوط الذهب والفضة بخيوط معدنية مصدرها أوروبا في البروكار التقليدي، نظراً لغلائها.

وتستخدم، اليوم، معظم دور الأزياء البروكار المصنع بالأجهزة الآلية.

تويتر