أحمد بن محمد يزور مؤسسة دبي للإعلام
أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن عام 2020 سيكون عام الانطلاق نحو عملية تطوير شاملة لإمكانات وقدرات دولة الإمارات استعداداً للخمسين عاما القادمة، يضع على الإعلام المحلي مسؤولية كبيرة لتطوير قدراته وتوحيد جهوده استعداداً للمرحلة المقبلة، ليكون إعلامنا دائماً في المقدمة نموذجاً يحتذى بتوفير رسالة إعلامية متطورة ذات محتوى عصري متميز.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها سموه إلى مقر مؤسسة دبي للإعلام، حيث كان في استقبال سموه المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون في مؤسسة دبي للإعلام أحمد سعيد المنصوري، وعدد من قيادات المؤسسة، حيث اطلع سموه على سير العمل في تلفزيون دبي الذي كان البداية التي انطلقت منها المؤسسة مع انطلاقها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه في العام 1973، إذ تم افتتاحه وبدء بث إرساله في العام 1974.
وأثنى سموه على جهود المؤسسة بكل أفرعها وقطاعاتها مؤكداً أن مؤسسة دبي للإعلام بتاريخها العريق الذي يقارب نصف قرن من الزمان، تشكل أحد المكونات الرئيسة للمنظومة الإعلامية الإماراتية سواء من خلال تلفزيون دبي بقنواته المتنوعة، أو عبر صحيفتي البيان والإمارات اليوم وكذلك عبر منصاتها الإلكترونية التي تعد شاهداً على مواكبة المؤسسة للتطور الكبير الحاصل في المجال الإعلامي على مستوى العالم، مؤكداً سموه أن هذا التاريخ العريق يزيد من مسؤولية المؤسسة تجاه التطوير المستمر وتعزيز القدرات وامتلاك الأدوات التي تعينها على مواصلة دورها في خدمة الوطن ومساندة أهدافه الاستراتيجية وفق رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة وبما يتوافق مع ما ينتظره المجتمع من إعلام يتماشى مع تطلعاته ويلبي احتياجاته.
وقال سموه: "تقديم محتوى يواكب العصر ويراعي احتياجات المتلقي بإلقاء الضوء عليها وإبرازها ويعين على تلبيتها كشريك في مسيرة التنمية، من المتطلبات الأساسية الواجب مراعاتها في عملية التطوير"، مضيفاً سموه : "توحيد جهود مؤسسات الإعلام ورفع مستوى التنسيق فيما بينها والنظر في كيفية الاستفادة القصوى من إمكاناتها تمثل أولويات للعمل خلال المرحلة المقبلة، وهو ما أكدناه في أول اجتماعات مجلس دبي للإعلام، وسنتعاون عن قرب مع جميع فرق العمل ونتطلع لإسهاماتهم بأفكار تعين على تحقيق تلك الأهداف في أقصر الأطر الزمنية الممكنة".
وأوضح سمو رئيس مجلس دبي للإعلام: "هدفنا إضافة فصول جديدة من التميز في سجل مؤسسة إعلامية عريقة وضع أساسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه قبل ما يقارب من خمسين عاماً.. فما راكمته المؤسسة من خبرات على مدار كل تلك السنوات، يمثل قاعدة طيبة للانطلاق نحو المزيد من الإنجازات سعياً لإفساح موقع متميز لها بين مصاف مؤسسات الإعلام العالمية الكبرى... كلنا ثقة في قدرة كوادرنا الإعلامية الوطنية على ريادة هذا التطوير بفكر واع ونظرة مستقبلية تستلهم نهج الإمارات في التميز والتفوق في كل المجالات".
تطور كبير
وفي مستهل زيارته لمؤسسة دبي للإعلام، تفقَّد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، الاستديوهات المركزية في تلفزيون دبي بقنواته المتعددة، وبدأها باستديو (A) الذي يعتبر من أوائل استديوهات التلفزيون في دولة الإمارات وتم بنائه في العام 1974 وفق معاير فنية وتقنية ضمنت استمراريته إلى الوقت الحالي، بعد مروره خلال السنوات الماضية بالعديد من مراحل التطوير والتجديد من ناحية المعدات وأحدث التقنيات التي تم رفدها بها مواكبة لتطور مسيرة الإعلام المرئي في العالم.
كما زار سموه غرفة التغذية المركزية للمواد الإعلامية حيث تعرّف من المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون في مؤسسة دبي للإعلام، على آلية عمل الغرفة المسؤولة عن إدخال كافة المواد الإعلامية بمختلف الصيغ وتضمينها في منظومة البث التقنية العاملة بأحدث التقنيات العالمية المعتمدة. واستمع سموه إلى شرح مفصل حول آلية عمل "غرفة السيطرة الرئيسية" المرتبطة بمحطات التلفزة في كافة إمارات الدولة، وعبر تقنية الألياف البصرية مع المكتب الإعلامي لحكومة دبي، حيث تعتبر الغرفة النقطة المركزية الأساسية لبث تلفزيون دبي بقنواته المتعددة، عبر الموزعين العالمين، بالإضافة إلى استقبالها إشارات الأقمار الاصطناعية من جهات مختلفة لغرض التأكيد على جودة الصورة المرسلة.
وفي ختام جولته في استديوهات تلفزيون دبي، تابع سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، في أستديو (C) فيلماً وثائقياً عن تاريخ تلفزيون دبي منذ تأسيسه، حيث بدأ بث تلفزيون دبي الملون، وافتتح رسمياً في الثاني من ديسمبر 1974 تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث للاتحاد، إلى جانب عرض أهم إنتاجات البرامج والأعمال التلفزيونية، كما أطلع سموه على موقع التصوير الخاص الذي يتم تصميمه لبرنامج تراثي جديد يُجري التحضير له.
كما شاهد سموه فيلماً قصيراً يستعرض مكونات مؤسسة دبي والتي تنضوي تحت مظلتها العديد من المنصات ومنها: "قناة دبي" التي تمثل القناة التلفزيونية الرسمية لإمارة دبي والناقل الرسمي للأحداث والفعاليات في دبي ودولة الإمارات، وتقدم مجموعة من البرامج الإخبارية والسياسية والاقتصادية، و قناة "سما دبي" التي تعبر عن الهوية الخليجية لإمارة دبي من خلال ما تقدمه من برامج وأعمال فنية ودرامية هادفة، وقناة "دبي ون" التي تبث برامجها باللغة الإنجليزية، وقناة "دبي الرياضية" والتي تميزت ببثها الرقمي ونقلها للفعاليات الرياضية المختلفة المحلية والعربية والدولية، إضافة إلى قناة "دبي ريسنيغ"، المتخصصة في رياضات وسباقات الخيل والهجن ورياضة الصقور. وقناة "دبي زمان" المعنية بكلاسيكيات الأعمال التليفزيونية بمختلف تصنيفاتها.
وأستمع سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته لمؤسسة دبي للإعلام إلى شرح حول آليات البث الرقمي لمحتوى المؤسسة على شبكة الانترنت، وذلك من خلال تطبيق "آوان" الخاص بالمؤسسة والذي تتوافر من خلاله أكبر مكتبة رقمية للإعلام المحلي والعربي، ويقدم تجربة فريدة من نوعها للجمهور للاستمتاع بالمشاهدة المجانية للمحتوى التلفزيوني، والبرامج التي تبثها المؤسسة في مختلف التخصصات، وذلك مواكبة من المؤسسة لتتطور العالمي في مجال بث المواد التلفزيونية.
مركز الأخبار
وانتقل سمو رئيس مجلس دبي للإعلام لزيارة مركز الأخبار التابع لتلفزيون دبي في مدينة دبي للإعلام حيث قدّم أحمد المنصوري شرحاً وافياً حول المركز الذي تأسس في العام 2004 والمقام على مساحة 1600 متراً مربعاً وما يقدمه من تغطيات إخبارية لأهم وأبرز المستجدات على الساحتين المحلية والعربية فضلا عن التطورات العالمية المحيطة، من خلال النشرات اليومية والتي يتم بثها من استوديوهات المركز باللغتين العربية والانجليزية على كافة شبكة قنوات دبي، علاوة على البرامج النقاشية والتحليلية حول مختلف المواضيع والتطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم.
واستعرض المنصوري أسلوب عمل المركز وآليات التعاطي مع الأخبار المحلية والدولية، والمعايير المتبعة في تحري دقة الأخبار والتأكد من مصادرها بما يصون على مؤسسة دبي للإعلام مصداقيتها ومكانتها كمصدر موثوق للاطلاع على ما يمر به العالم من أحداث، لاسيما وأن العالم يعاني في الوقت الراهن من مشكلة الأخبار الكاذبة وانتشار الشائعات، حيث يحرص مركز الأخبار على تحقيق السبق دون الانزلاق إلى مأزق نقل الأخبار الكاذبة أو المغلوطة، لتبقى مؤسسة دبي للإعلام دائما عنواناً للدقة والمصداقية ولتظل عند مستوى ثقة المتلقي فيما تقدمه من مواد وأخبار.
وأوضح المنصوري أن مركز الأخبار يعمل وفق أرقى المعايير القياسية وأفضل الممارسات العالمية في مجال العمل الإخباري والبث التلفزيوني، مع الاستعانة بشبكة مراسلين واسعة حول العالم والتعاون مع كبرى وكالات الأنباء والمعلومات في العالم، لنقل أهم الأحداث وإمداد المشاهد بصورة مفصلة عن تطوراتها، علاوة على اهتمام مؤسسة دبي للإعلام بإمداد المركز بأحدث التقنيات مواكبة في ذلك التطور التكنولوجي الكبير في مجالات البث الفضائي ونقل الصورة والصوت.
وأشار المنصوري إلى أن جهود التطوير لا تقف عند حد اقتناء أفضل التجهيزات ولكنها تنسحب كذلك على توفير أفضل فرص التدريب للكادر الفني والتحريري في المركز، لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من التقنيات المستحدثة في المركز لاسيما في مجال البث التلفزيوني ذي الجودة العالية والدقة المتناهية، والمونتاج ومعالجة الصوت والصورة، كذلك برامج التحرير الرقمي حيث تم تزويد طاقم التحرير الإخباري ومعدي البرامج بأجهزة حاسوبيه حديثة تلبي احتياجات العمل الإخباري.
وشاهد سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته لمركز الأخبار بمدينة دبي للإعلام الكيفية التي يتعاطى بها الفريق مع الأخبار وأسلوب التناول لتقديم تغطية إخبارية شاملة تنافس المصادر الإخبارية الأخرى وتقدم للمتلقي ما يتطلع إليه من تناول متوازن يقوم على الحيادية في العرض والنقاش وتناول القضايا الإقليمية والعالمية من أكثر من زاوية ووجهة نظر، حيث شدد سموه على أهمية مواصلة تقديم نموذج يحتذى في التناول الإخباري الذي يقدم الحقيقة كما هي للناس ويعينهم على فهم التطورات من حولهم بأسلوب يتسم بالنزاهة والموضوعية، متمنيا سموه لفريق العمل بالمركز كل التوفيق في رسالتهم، في حين التقطت لسموه مع طاقم عمل مركز دبي للأخبار الصور التذكارية في ختام الزيارة للمركز.
وفي ختام الجولة، تلقى الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، هدية تذكارية من فريق عمل مؤسسة دبي للإعلام قدمها أحمد المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون وهي عبارة عن صورة تاريخية لأول زيارة قام بها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، لمبنى تلفزيون دبي عندما كان قيد الإنشاء في العام 1973.