قصص حب لا تموت

يعتقد كثيرون أن قصة روميو وجولييت هي القصة الأسطورية الوحيدة في تاريخ العشاق بحكم تحويلها الى مسرحيات وأفلام عالمية، ويكاد البعض يحفظ سطورها، لشدة تأثره بالحكاية الشكسبيرية العظيمة، حيث تروي قصة عاشقين ينتميان إلى عائلتين على خصومة متجذرة، ,توحدت قلوبهم بعد انتحار روميو عن طريق السم لظنه أن حبيبته أقدمت على الانتحار من أجله، لكن مع عودتها الى الحياة وعلمها بانتحار حبيبها أنهت حياتها هي الأخرى بطعنة خنجر وقتلت نفسها.

إلا أن هذه القصة شهدت أمثلة كثيرة تحاكي واقعها حيث نقرأ أيضا قصة حب لا تقل عمقا عن سابقتها، وهي قصة "حب النظرة الأولى" التي جمعت بين القائد الروماني أنطونيو، وملكة مصر كليوباترا، التي أججت مخاوف الرومانيين وغضبهم من تنامي العلاقة مع مصر، إلا أن الحبيبين لم يباليا بهذه المخاوف التي تعرضت أيضا للكثير من التهديدات بالقتل، وفي الأخبار أن أنطونيو خاذ حربا معهم، وحين سمع أخبارا كاذبة تدعي موت حبيبته قتل نفسه بالسيف، ولما بلغ الخبر كليوباترا وضعت حدا لحياتها هي الأخرى ولحقت به.

ومن الروايات أيضا قصة قيس، ذاك المتيم المجنون بـ "ليلى" الذي تاه في البراري والصحراء واختار العيش مع الحيوانات بسبب رفض أهلهما أن يتزوجا، وأجبر أهل الفتاة ليلى على الزواج بآخر، وظل هذا الحب دفينا حتى فارقا الحياة وتم لحدهما في قبر واحد لشدة تعلق أحدهما بالآخر.

وتطالعنا أيضا رواية تحكي هرب عاشقين السير لانسيوت والملكة جوينفير زوجة الملك آرثر، قصة حب سرية للغاية، بسبب حكم ملكي بمنع الزواج لكن لانسيوت لم يستطع كتم حبه لينتهي بهما المطاف بالنفي بقرار ملكي.
وكذلك قصة وحيدة ملك ايرلندا أيسولد التي تزوجت ملك كورنوول، لكنها وقعت في حب ابن أخته تريستان خلال رحلة رافقها بها لحمايتها، وحين علم الملك سامحها وحظر على تريستان الوصول الى مكانها فأصيب بالمرض لفقدها ، وطلب رؤيتها أملا بالشفاء لكن الرقابة والحصار المشدد على الحبيبين من قبل الملك الزوج، حال بينهما، ومع تمكن أيسولد من كسر كل الحواجز والمعوقات، وصلت الى حبيبها لكن الوقت كان قد تأخر، فـ "تريستان" فارق الحياة.