في يوم الأرض.. العالم في المنزل والكوكب يستفيد
يصادف تاريخ الـ22 من أبريل من كل عام، يوماً عالمياً للأرض وهو حدث سنوي عالمي، واحتفل بيوم الأرض لأول مرة في عام 1970.
ويحتفل 193 بلداً بفعالية أسبوع الأرض، وهو عبارة عن أسبوع كامل من الأنشطة التي تركز على القضايا البيئية التي يواجهها العالم.
هذا العام، يأتي يوم الأرض ومعظمنا جالسون في المنازل في ظل الإجراءات المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وقد نتفق جميعاً على التبعات الكارثية لانتشار الفيروس الذي تأثر به العالم أجمع دون استثناء، بإصابات تجاوزت مليونين و200 ألف حالة ووفيات تجاوزت 150.000، إلا أن البيئة على ما يبدو هي المستفيد الوحيد من بقائنا في المنازل، وتوقف المصانع الإنتاجية، وتوقف الطيران حول العالم، حيث نستطيع اليوم مشاهدة ما يحدث للأرض عندما نكون غائبين إلى حد كبير للمرة الأولى.
كشفت صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية عن انخفاض في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين التي تأتي في الغالب من حرق الوقود الأحفوري، من يناير إلى فبراير في الصين، بسبب التباطؤ الاقتصادي في ظل الإغلاق التام الذي فرضته البلاد، وبالتالي فرض توقف المعامل والمصانع أثناء الحجر الصحي.
كما تظهر النتائج التي توصل إليها مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA)، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين التي تأتي أيضاً من احتراق الوقود الأحفوري، قد انخفضت بنسبة 25٪ بسبب الإجراءات المتخذة لاحتواء الفيروس كورونا.
وخلال الحجر الصحي في إيطاليا، أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية المماثلة انخفاضاً في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في المنطقة الشمالية من البلاد، وبدت الممرات المائية في البندقية أكثر نظافة وصفاء بسبب الانخفاض الكبير في حركة القوارب السياحية.
في الهند، أدى حظر التجول على مستوى البلاد في 22 مارس إلى أدنى متوسط لمستوى تلوث ثاني أكسيد النيتروجين تم تسجيله في الربيع، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA).
وبينما تدخل أميركا الشمالية التي تعد واحدة من أكبر الملوثين في العالم، انكماشاً اقتصادياً كبيراً، فمن المحتمل أن نرى تأثيرات مماثلة هناك في المستقبل، وفقاً لموقع "بي بي سي".
الأزمة الصحية العالمية ليست الحل
بطبيعة الحال، البقاء في المنزل نتيجة الوباء العالمي كوفيد-19، لا يُعد الحل لإنقاذ الكوكب وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري، ولكن تعطينا هذه الظاهرة سبباً للتفكير في تأثير النشاط البشري على الكوكب، بما في ذلك كيفية السفر.
حيث فرضت القيود المفروضة على السفر غير الضروري على شركات الطيران تخفيض رحلاتها بشكل كبير أو تعليق العمليات تماماً، وفي الوقت الذي لم تظهر فيه بعد البيانات المتعلقة بالنتائج البيئية لخفض الطيران، إلا أنه من المتوقع أن يحمل توقف الطيران أيضاً تأثيراً كبيراً.
أظهرت دراسة نشرت عام 2018 في مجلة Nature Climate Change أن انبعاثات السياحة تضيف ما يصل إلى 8٪ من الإجمالي العالمي من التلوث، ويسهم الطيران بأكبر حصة من ذلك.
من جهة أخرى، يتطلب تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ المتمثل في الحد من الاحتباس العالمي إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، إجراء تغييرات في طريقة السفر وقطاع صناعة الطيران والنقل.
وتحرز بعض شركات الطيران تقدماً من خلال البحث عن بدائل للوقود مثل الوقود الحيوي المشتق من المواد العضوية، والذي يقلل من تأثيرات قطاع الطيران على الاحتباس الحراري بنسبة 60٪ مقارنة بالوقود التقليدي، والطائرات التي تعمل بالكهرباء، والتي لاتزال تعاني مشكلات بسبب تقنيات البطاريات المحدودة التي تجعل الرحلات الطويلة أمراً صعباً.
مسؤولية الأفراد في تقليل البصمة الكربونية
بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها شركات الطيران وقطاع النقل بشكل عام، لابد من تغيير نهج السفر كأفراد، ويقترح الخبراء أن السفر مدة طويلة يعد أفضل من السفر مرات عدة في العام الواحد.
كما يعد تصميم الطائرات التي تحتوي على مقاعد الدرجة الأولى ورجال الأعمال عاملاً مساهماً في الانبعاثات السامة المؤثرة في البيئة، حيث تسمح بذلك بنقل عدد ركاب أقل في الطائرة وبالتالي نحتاج عدد رحلات أكبر.