الرقم "آر".. وعلاقته بتحديد انتشار فيروس كورونا وانحساره

استعمل علماء الأوبئة والفيروسات العدد "آر" لعقود كمؤشر لقياس قدرة الأوبئة على الانتشار والانتقال بين البشر، وهو معدل الحالات الجديدة التي أصيبت بالعدوى عن طريق فرد واحد مصاب.
 
واستخدمت الحكومات حول العالم، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، الرقم "آر" كرقم رئيسي لقياس فعالية تدابير الاستجابة لجائحة كوفيد-19. فهو عامل مهم في قياس تفشي جائحة كورونا عالميا.
 
ويرمز "الرقم آر" لرقم التكاثر أو إعادة انتاج الفيروس، انتشاره إلى أشخاص جدد، وبكثل طريقة لتقييم قدرة المرض المعدي على الانتشار. فعلى سبيل المثال، إذا أصيب شخص واحد وأصاب بدوره شخصين آخرين فإن الرقم آر هو 2.
 
ويمثل الرقم "آر" عدد الحالات التي تنتجها حالة واحدة خلال فترة العدوى، بين مجموعة غير مصابة، أو متوسط عدد الأشخاص الذين سينقل لهم شخص مصاب بالفيروس العدوى.
 
ويشار الى انه اذا كان رقم التكاثر أعلى من 1، فهذا يعني أن عدد الحالات يزداد بشكل كبير، وإذا كان متوسط عدد "آر" أقل فسيكون معدل العدوى أبطأ وسيزول المرض في النهاية حيث لا يصاب عدد كاف من الأشخاص الجدد للإبقاء على إستمرار تفشيه.
 
وبحسب موقع "بي بي سي" الانكليزي فإن رقم التكاثر لدى فيروس كورونا المستجد يبلغ حوالي 3، ولكن التقديرات في هذا الصدد تتباين.
 
وحددت صحيفة "journal of travel medecine" العوامل الرئيسية التي تؤثر على عدد "آر"، أبرزها:
 
- الفترة المعدية، فكلما طالت هذه الفترة زاد احتمال انتقال العدوى للآخرين.
 
- معدل الاتصال: بمعنى أن العدد قد يتأثر في حال كان المصاب على اتصال بعدد كبير من الأشخاص غير المصابين
 
- وأخيرا طريقة الانتقال: فهناك أمراض تنتقل عبر الهواء وأخرى عبر الاتصال المباشر بالمريض.
 
وفي ظل عدم اكتشاف أي لقاح للفيروس حتى الآن، وإلى ذلك الحين، فإن التباعد الاجتماعي هو الطريقة الفعالة لتقليص العدد "آر"، وذلك عبر احتواء الأشخاص المصابين وعزلهم ومنعهم من نقل العدوى إلى الأشخاص السليمين. ففي الدول الأوروبية التي وضعت إجراءات صارمة للحجر الصحي والتباعد الاجتماعي منذ أسابيع، استطاعت تخفيض "عدد تكاثر" الحالات، وكذلك الوفيات (مع تفاوت في التوقيت)، إلى ما تحت 1. ويقدر حاليا ما بين 0,6 و0,9.
 
وبدورها تقوم حكومات دول عدة بمراقبة التغيرات التي قد تطرأ على الرقم "آر"، ترازمنا مع اتخاذ هذه الدول قرارات بتخفيف اجراءات العزل التي اعتمدتها في سياق مكافحة تفشي فيروس كورونا، لتحديد فعالية هذه الاجراءت.
 
وعلى الرغم من عدم القدرة على الوصول إلى العدد "آر" بدقة، في الكثير من البلدان التي كانت نسبة الاصابات فيها بالفيروس مرتفعة، إلى أن العدد "آر" يعتبر أفضل مؤشر متاح لتتبع كيفية انتشار العدوى وتكاثرها. لهذا، فقد أكد عدة خبراء للصحة العامة عبر العالم أنهم سيواصلون مراقبته عن كثب بمجرد رفع أو تخفيف تدابير الحجر الصحي.
 
 
 
تويتر