الإنتربول تكشف تهريب لقاحات «كورونا» المزيفة عبر القارات
كشفت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) أنه في الوقت الذي اكتُشفت فيه شحنة لقاحات «كوفيد-19» المزيفة، كانت القوارير قد قطعت أكثر من 6 آلاف ميل من الصين إلى جنوب أفريقيا، وهو عمل من تنظيم عصابة تهريب أنتجت آلاف الجرعات المزيفة.
وقال متحدث باسم الإنتربول لمجلة «تايم»، إن القضية تنطوي على شحنة تضم ما لا يقل عن 2400 جرعة، وهي أول حالة مؤكدة لتهريب اللقاحات المزيفة عبر القارات - على الرغم من احتمال حدوث العديد من العمليات المشابهة، وما زال هناك المزيد الذي قد يتم اكتشافه في مستقبل.
وأصدرت الإنتربول لأول مرة تحذيرًا بشأن مثل هذه الجرائم المحتملة في أوائل ديسمبر ، حيث حذر وكلاء إنفاذ القانون في دولها الأعضاء البالغ عددها 194 دولة من أن الشبكات الإجرامية تحاول «التسلل إلى سلاسل التوريد، المشاركة في إطلاق اللقاحات لمحاربة الجائحة، وتعطيلها».
وبدأت حلقة التهريب الدولية التي أبلغت عنها شرطة الإنتربول في 3 مارس في الظهور بنوفمبر (تشرين الثاني)، عندما اكتشفت الشرطة في جنوب أفريقيا شحنة من لقاحات «كوفيد-19» المزيفة في مستودع بالقرب من جوهانسبرغ. قال مسؤولو الشرطة لوسائل إعلام محلية في ذلك الوقت إنه تم العثور على القوارير بين مجموعة كبيرة من أقنعة «إن 95» المزيفة، وأنه تم القبض على شخصين على صلة بالشحنة، أحدهما صيني والآخر مواطن من زامبيا.
في نفس الوقت تقريبًا، بث التلفزيون الرسمي الصيني لقطات للشرطة وهي تصادر ما وُصف بلقاحات «كوفيد-19» المزيفة في مدينة كوشان بشرق الصين. اعتقلت السلطات بعد ذلك أكثر من 80 عضوًا في جماعة إجرامية مشتبه بها، بزعم إنتاج وبيع لقاحات «كورونا» المزيفة التي تتكون من محلول ملحي، حسبما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» في 1 فبراير (شباط). وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين في اليوم التالي إن السلطات الصينية نبهت «الدول المعنية» بشأن حلقة التهريب الظاهرة، لكنها لم تحدد الدول المتورطة.
ومر شهر آخر قبل أن تكشف الإنتربول أن بعض اللقاحات المزيفة التي يُزعم أنها صنعت في الصين قد شقت طريقها إلى جنوب أفريقيا، التي تكافح لتأمين ما يكفي من اللقاحات لتطعيم مواطنيها الأكثر ضعفًا. وتم تسجيل ما يقرب من نصف وفيات «كورونا» التي تم الإبلاغ عنها في القارة الأفريقية في جنوب أفريقيا، والتي أطلقت حملة التطعيم في 17 فبراير، متخلفة عن معظم الدول المتقدمة.
على النقيض من ذلك، قالت الصين إنها قدمت 24 مليون جرعة من لقاحين محليين (ومرخصين) لمواطنيها اعتبارًا من أوائل فبراير. على الرغم من المخاوف بشأن فعالية اللقاحين - أحدهما من إنتاج شركة «سينوفارم» والآخر من «سينوفاك»، فقد تعهدت الحكومة الصينية أيضًا بتقديم حوالي نصف مليار جرعة من هذه اللقاحات إلى 45 دولة حول العالم، وفقًا لإحصاء نشرته وكالة «أسوشييتد برس».
بالإضافة إلى الاعتقالات في الصين وجنوب أفريقيا، قالت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية في بيان 3 مارس إنها تلقت تقارير أخرى من الدول الأعضاء حول «توزيع لقاح مزيف ومحاولات احتيال تستهدف الهيئات الصحية، مثل دور رعاية المسنين».
وأوضحت المنظمة أنها تواصل العمل مع قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم لمكافحة عمليات الاحتيال هذه. لكنها حثت المستهلكين أيضًا على توخي الحذر، مشيرة في بيانها إلى أنه لا توجد لقاحات معتمدة متاحة حاليًا للبيع عبر الإنترنت، وأن أي لقاحات مضادة للفيروس معروضة عبر المواقع الإلكترونية «لم يتم اختبارها وقد تكون خطيرة»