تعرف إلى ..طريقة صنع الأكسجين الذي يبحث عنه مرضى «كورونا»
ذكرت منظمة الصحة العالمية،أن مريض من كل خمسة مرضى مصابين بـ«كوفيد - 19» يحتاج الى الأكسجين.
ومنذ أسابيع، تُظهر التقارير في كل أنحاء العالم قسوة الوضع: هناك نقص في الأكسجين، وهو مادة حيوية لإنقاذ مرضى كوفيد الذين يعانون ضيقاً في التنفس وتنخفض مستويات الأكسجين في الدم لديهم بشكل خطير، في البلدان «منخفضة ومتوسطة الدخل» خصوصاً في أميركا اللاتينية وأفريقيا، لكن أيضاً في الهند.
وفي فبراير الماضي قدّرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف مليون شخص في حاجة إلى 1.2 مليون قارورة من الأكسجين يومياً في هذه البلدان.
وتقدر «يونيتايد» حاجاتها بنحو 1.6 مليار دولار لشراء القوارير للدول الأكثر فقراً هذا العام خلال ما تصفها بأنها «حالة طوارئ عالمية تتطلب استجابة عالمية».
وحسب المنظمة، فإن التحديات الرئيسية موجودة في 20 بلداً من بينها مالاوي ونيجيريا وأفغانستان.
وهناك نوعان رئيسيان من الأكسجين المنتج:
الأكسجين الطبي: يمكن الحصول عليه من خلال فصل الغازات الموجودة في الهواء.
وهو يتكون بنسبة 78% من النيتروجين و21% من الأكسجين و1% من جزيئات صغيرة مثل الأرغون أو الهيليوم، كما قال ريجيس ديروفيل الرئيس التنفيذي لشركة «إير ليكيد سانتيه فرانس» التابعة للمجموعة الفرنسية للغازات الصناعية.
ويُعزل الأكسجين عن الهواء بعد خطوات الضغط والتصفية والتنقية ومن ثم يخضع لقواعد تحليل وتتبع صارمة مضمونة من خبير صيدلي.
وهذا الأكسجين التي تبلغ نسبة تركزه أكثر من 99.5% هو دواء، ويحدد هذا الأكسجين بأرقام دفعات محددة ليتم توزيعه على المستشفيات.
ويُنقل في شكل مكثّف، أي سائل سائب، في حاويات كبيرة أو صهاريج ذات جدران عازلة ما يسمح بالحفاظ على درجة حرارته عند أقل من -182 درجة مئوية، أو بشكل غازيّ في قوارير تحتوي على كميات أصغر.
ويشرح ديروفيل: «تسليم الأكسجين السائل هو الذي يسمح بتلبية الحاجات والتغيرات في الطلب الأكثر أهمية. يعادل لتر واحد من الأكسجين السائل نحو 800 لتر من الأكسجين الغازي. يمكن أيضاً تسليم الأكسجين في قوارير مضغوطة للسماح للمريض بالحركة. في هذه الحال، فإن لتراً واحداً من الأكسجين الغازي عند 200 بار يتوافق مع 200 لتر من الأكسجين الغازي الذي يمكن للمريض استخدامه مباشرة».
الأكسجين الذي ينتجه مولّد: هو أكسجين تبلغ نسبة تركزه 93% بشكل عام. وهي عبارة عن أجهزة كهربائية محمولة تستخرج الأكسجين وتنقّيه من الهواء المحيط في الوقت الفعلي، أو وحدات إنتاج أكبر توفر الطاقة للمؤسسات الكبيرة مثل المستشفيات.
وقال ديروفيل: «في غياب البنية التحتية لإنتاج الأكسجين السائل، تكون المولدات مفيدة. لكن يتم تحديد أبعادها وفقاً لحاجات معينة ما يجعل من الصعب الاستجابة للزيادة المفاجئة والسريعة في استهلاك الأكسجين مثل ما حدث في بعض المستشفيات الفرنسية خلال أزمة (كوفيد – 19). بالإضافة إلى أنها تستهلك الكثير من الطاقة مع تكاليف صيانة عالية».
وخارج الصين، هناك ثلاث شركات رائدة في إنتاج الأكسجين الطبي هي شركة «لينده» الألمانية المتحالفة مع المجموعة الأميركية «براكسير»، وشركة «إير ليكيد» الفرنسية وشركة «إير برودكتس» الأميركية.
لكن الأكسجين الطبي ينتجه كثير من المؤسسات المحلية والإقليمية، لأن إحدى مشكلاته الرئيسية هي صعوبة نقله لمسافات طويلة.
وهذا سبب آخر لتوافره بشكل أكبر في البلدان الصناعية: تم بناء وحدات الإنتاج أيضاً لتزويد قطاعات أخرى غير القطاع الصحي، مثل صناعة الصلب والكيميائيات.
وفي الهند، بدأت طائرات شحن تابعة للسلاح الجوي الأسبوع الماضي توصيل صهاريج كبيرة من الأكسجين إلى الأماكن التي تحتاج إليها، وبدأ تشغيل أول قطار «أكسجين إكسبرس» في 22 أبريل ، وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أنها ستستورد 23 وحدة إنتاج أكسجين متحركة من ألمانيا.
وأرسلت فرنسا ثماني وحدات لإنتاج الأكسجين وحاويات أكسجين مسال لتزويد ما يصل إلى 10 آلاف مريض في اليوم. في المجموع، ستسلم فرنسا ما يعادل نحو 200 طن من الأكسجين السائل إلى المستشفيات الهندية.