عودة الفينيق الأزرق

تلك الملحمة الأسطورية للمبدع منصور الرحباني، والتي طارت من جبيل وحطت لمدة ثلاثة أيام خلال عيد الفطر في دبي، وأبهرت الحضور فالأسطورة تدور حول وقوع قائد الثورة في حب ابنة الملك، علاقة حب بين ابن الشعب والاميرة. التفرقة، والاحقاد، والانانية وحب السلطة، التحالفات الخارجية، الخيانات.. الــخ.

أما الفينيق فهو طائر أسطوري ناري يمثل الشمس التي تموت في نهاية كل يوم وتعود لتولد في اليوم التالي. يعيش على العطور والعنبر ويبني له عشاً يجمع فيه العنبر والطيب ليلفظ كل يوم أنفاسه الأخيرة في أحضان تلك الاطياب وليُولد من رماد هذا الطائر فينيق صغير. وهنا تكمن ملامح التشابه بين تلك الملحمة الأسطورية والملحمة المحلية التي دار رحاها بين جند العميد والفرسان الحمر، حيث عاد الفينيق الأزرق للحياة من تحت الانقاض والرماد، واستطاع ان يحرق الأخضر واليابس ويقطع الماء والكهرباء على فرسان الطاولة المستديرة.  «عش الفينيق الازرق النصراوي بحاجه إلى الاستقرار».. هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، ولذلك فإن أول من يتأثر بأية خلافات وصراعات وبالامكان القول «حماقات» هو ذلك العش الازرق «النادي»، وهنا مربط الفرس لدى «الفينيقيين» النصراويين، فحتى ينبعث الفينيق الأزرق من جديد ومن بين الرماد كل صباح ليواصل التحليق والطيران يجب على جميع الفينيقيين التكاتف ونبذ الاحقاد ولم الشمل وأن تكون المحافظة على حياة الفينيق الأزرق النصراوي همهم الأول والأخير. ولنتذكر دائماً أن الفينيق الأزرق لا يعيش إلا على العطور والعنبر. إن مسرحية عودة الفينيق هي عودة الى الجذور الى مرابع الحب والجمال والمبادئ الإنسانية البسيطة في وجه التسلط والاحقاد والخيانات.
فهل سيأتي يوم تتوقف فيه مسلسلات الاحقاد والاطماع والحماقات، ونعود كعنقاء فينيق من الرماد؟  

الأكثر مشاركة