«مشكلتنا في الجماهير»

كفاح الكعبي

نعم مشكلتنا في الجماهير وكيفية تشجيعهم للعودة للملاعب، فأكبر عدد جمهور حضر إلى الآن مباراة في دوري اتصالات للمحترفين تجاوز 6000 بقليل، وهذه بالطبع حصيلة مأساوية، تشير بشكل واضح إلى أن لدينا مشكلة كبيرة في اجتذاب عشاق كرة القدم لملاعب كرة القدم، فالبعض يقول إننا دللنا مشجعي الكرة وجماهيرها كثيراً، فقد شجعناهم منذ عقود بالدخول بالمجان فتعودوا ذلك، بل إن البعض الآخر قدم لهم حوافز كثيرة ومتعددة من الوجبة، للمواصلات، للمبالغ المالية مقابل التشجيع، فبعد أن قدمتم لهم كل هذه الحوافز تريدونهم بين يوم وليلة أن يحضروا دون هذه الحوافز، بالإضافة لدفع ثمن التذكرة، بالتأكيد سيصدم البعض بهذا الطلب الغريب مع العلم أن اغلب دول العالم لا تعفي أحداً من دفع تذاكر الدخول، بل إن الأعضاء المحبين لأنديتهم يرفضون الدخول بالمجان؛ لأنهم يعرفون أن هذه المبالغ التي تجبى من بيع التذاكر تكون أحد الروافد الأساسية لميزانيات الأندية في أكثر دول العالم، لذلك لم أستغرب أبداً أن تكون لجنة المحترفين في الاتحاد الآسيوي قد ركزت على نقطة الضعف هذه ولاحظتها عن قرب وأوصت بعمل دراسات كاملة لمعرفة أسباب عزوف الجماهير عن الحضور، فوجود الجمهور يعد أحد أهم عوامل نجاح أي دوري محترفين في العالم، فكثيرة هي الأشياء المرتبطة بالحضور الجماهيري مثل الإعلان والرعاية، ودخول الكثير من الشركات لاستغلال الرياضة للوصول من خلالها لأكبر عدد ممكن من العملاء.

لذلك فإن قرار رابطة المحترفين بالعمل على محاولة حل جزء من هذه الإشكالية من خلال تعديل لائحة دخول المباريات، وذلك من خلال ثلاثة أسس رئيسة، أهمها أن الإصرار على دخول الجماهير مقابل رسوم محدودة وليس بالمجان، ثم الإعلان عن عدد الحضور في الملاعب بعد مرور 70 دقيقة بواسطة بلاغ رسمي بالإذاعة الخاصة بالاستاد، والفرض على الأندية ضرورة تعبئة النموذج الخاص بالحضور عند البوابات الخاصة بالملاعب، وإرسالها للرابطة عقب كل مباراة، فجميل جداً أن الرابطة رغم إشادة لجنة دوري المحترفين بالاتحاد الآسيوي بعملها وبالدور الذي تقوم به، وإصرارها على أن تزيد من عزمها لوضع استراتيجية واضحة لزيادة عدد جماهير مسابقات الرابطة بشكل أكبر بكثير مما هو حاصل اليوم، طبعاً كلنا نعرف أن ذلك لن يتأتى خلال أيام بل إنه يحتاج سنوات، فهو عمل متواصل ومستمر، فهل سننقل مشجعينا من المجالس والقهاوي والكافيتريات إلى الاستادات بواسطة حسن الأداء أو بالحوافز أو بالمنافسة أو بأسماء عالمية كبيرة، ومتى سيثمر هذا العمل حتى تكتمل متعة كرة القدم الإماراتية؟

تخيلوا مدرب منتخب الأرجنتيني المخضرم الملقّب «الفيو باسيلي» قدم استقالته بعد الخسارة أمام تشيلي بتصفيات كأس العالم الأسبوع الماضي بهدف مقابل لا شيء، إلى هنا والخبر عادي وطبيعي، ولكن غير الطبيعي أن لجنة المسابقات في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم رفضت الاستقالة في البداية وطلبت من المدرب الكبير العدول عن قراره أكثر من مرة، إلا أنه أصر على الاستقالة، ما اضطر رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وأميركا الجنوبية إلى الموافقة على طلب الاستقالة على مضض، وقد صرح المدرب بأنه مكسور القلب ومستاء لأنه لم يحقق أهدافه لذلك فإنه يصر على الرحيل، فكم بالله عليكم من المدربين الذين يتخذون مثل هذه القرارات بسبب سوء أداء فرقهم، فتحية «لباسيلي»، وتحية لكل المدربين من هذه النوعية الفريدة، فهذا هو سبب تفوق الكرة الأرجنتينية عالمياً واستمرار تألقها دائماً.

تويتر