أقول لكم

محمد يوسف

لم أصدق ما قرأته حول عزم إدارة المرور إطلاق حملة ضبط أخطر المخالفات في شارع الشيخ زايد ، لماذا ؟ لأننا ننادي منذ سنوات بمثل هذا الإجراء ، فنحن وإن لم نكن خبراء في المرور، فإننا نرى ما يحدث عند استخدامنا لهذا الشارع الحيوي ، ونعيش حرب أعصاب وألفاظ و «عناداً»، وربما احتكاكاً شبه دائم مع أولئك الذين يتنقلون من اليمين إلى اليسار والعكس، من دون أدنى «ذوق وأدب وأخلاق» وكذلك من دون إمهال لغيرهم أو لإنذارهم عبر الإشارات.

وقلنا في أكثر من مناسبة إن هؤلاء يظنون أن الانحراف كما يحلو لهم، حق يبيحه قانون قيادة السيارات عند الازدحام، أو لأنهم لم يجدوا من يردعهم ظنوا أن مثل هذه التصرفات ثقافة القيادة عندنا، ولهذا كنا نراهم يستغربون إذا لم نفسح لهم في الطريق أو نبهناهم، وقد يتطاولون علينا. وطالبنا بأن تتم مراقبة الشارع حتى تتحقق الانسيابية المطلوبة. وسألنا عن دوريات الشرطة التي لا تظهر أو تسمع صفاراتها إلا عند وقوع الحوادث، وكنا نعلم بأن قيادات الشرطة والمرور تعرف بأن هناك عدم انضباط «شنيعاً» يحدث ، ونستغرب من سكوتهم.

ولهذا نحمد الله اليوم لأنهم أطلقوا حملة ضبط أخطر المخالفات، وهي الطيش والتهور، وعدم ترك مسافة بين المركبات، والانحراف من دون مراعاة. ونشكر إدارة المرور على ذلك، ولكننا نتساءل عن مدة الحملة، فهي ستكون لمدة أسبوعين فقط، فهل يمكن أن يكون هذا هو الحل؟ بلا أدنى شك هو ليس كذلك ، فالحملة ليست كافية ، بل هي نفسها إن كان يعتقد بأنها ستنهي المخالفات، فغير مطلوبة. فهذا الشارع بحاجة إلى سيطرة رقابية على مدار العام، بدوريات رصد أمنية عبر سيارات الشرطة، أو بكاميرات منتشرة على جانبي الشارع ، أو بفرق مدنية موجودة تسجل المخالفات؛ وبالفصيح الواضح ، بأساليب تقنية كثيرة، يمكن أن يحاسب بناء عليها كل من يتلاعب في المساحات المتاحة على مزاجه. وما دامت إدارة المرور تقول إن هذه المخالفات هي الأخطر، فالأفضل أن نكون قادرين على درء الخطر بفرض إجراءات دائمة، حفاظاً على النظام العام، وعلى أرواح الناس أيضاً.


myousef_1@yahoo.com

تويتر