أقول لكم

وكأن باراك أوباما فاز وأصبح رئيساً للولايات المتحدة، فالجميع يهلل له، كولن باول غادر الحزب الجمهوري، وهو الذي كان وزير خارجية رئيسه الحالي جورج بوش الابن، وأعلن مساندته لأول رئيس أسود يتربع على عرش البيت الأبيض، ويوم أمس قال: «وماذا لو كان باراك مسلماً؟». أما «نيويورك تايمز» فهي ترى أن أوباما الأصلح للرئاسة من منافسه ماكين المأسور في الجناح اليميني المتطرف، و98% من السود سيصوّتون له - لأوباما - و58% من الشباب، ومثلهم من النساء، وكذلك المندوبون المستقلون، ولم يترك لبطل حرب فيتنام غير الفتات، خمسة هنا و10 هناك، وبعض العجائز البيض في مؤخرة الركب، على رأسهم تلك الشمطاء التي سحبت منه «الميكروفون» قبل أيام لتقول إنها تكره العرب، «وبما أن باراك أوباما عربي فهي لا تثق به»، ويحلم «باراك» وتحلم معه «ميشيل» الزوجة وأم العيال، فكل المؤشرات تؤدي إلى ذلك البيت الذي يدار منه العالم، ونحن لانزال نعيش عالم الخيال والعواطف الجياشة ونحلم أيضاً بأن تتحول التوقعات إلى حقائق، ويقف ذلك الأسمر النحيف في احتفال مهيب ليؤدي قسَم الرئاسة، وننتظر المفاجأة، هكذا قال أحد الأشخاص في حوار مثقفين عرب، ويظهر «المصحف الشريف» في يد رجل معمّم، ربما إمام مسجد واشنطن، وقد يستعاض عنه ببطل العالم العظيم في الملاكمة محمد علي، ويقسم مبتدئاً «باسم الله»، وتنطلق خلفه التكبيرات، هكذا «نشطح» في الأوهام، نتصورها لعبة من ألاعيب الخرافات التي كنا نصدقها بعد أن نصنعها مغلّفة بالأكاذيب، ونعتقد أن القوى الخفية التي تحكم العالم عبر الولايات المتحدة يمكن أن تسلّم مصالحها ورقابها إلى شخص مشكوك في ولائه لها، سواء جاء هذا الشخص عبر صناديق الاقتراع أو بحكم القوة، وسواء كان سليل أكبر العائلات أو نتاج زواج مختلط، فالأصل في إدارة اتجاهات القوى والمصالح تتجمع خيوطها في أيدي حكومة خفية لا يمر من بين أصابعها غير من تريد له أن يمر، ولو مر باراك أوباما، ومازلت أشك في ذلك، قولوا «الويل والثبور وعظائم الأمور» لكل من يمتّ للإسلام والعرب بصلة لو «تحرش» به، فالرجل من أجل أن يرد على تساؤل باول وتهمة العجوز سيفعل ما لم يفعله غيره.. وربنا يستر. 

الأكثر مشاركة