أقول لكم

أحب أن أعايش الأحداث أولاً بأول ، خصوصاً غير المألوف منها ، والانتخابات الرئاسية الأميركية لهذا العام خارجة عن كل ما هو مألوف ، واليوم هو يوم الحسم ، وفي اليوم 24 ساعة وفرق التوقيت أقله ثماني ساعات ، وما بين بدء يومنا ويومهم مئات الدقائق ، وفي كل دقيقة نتوقع شيئاً، ما هـذا الشيء ؟ لا نعرف ، فالغيب علمه عند الله، ولكن شيئاً سيقع خلال هذا اليوم ، لماذا نقول ذلك؟ بلا شك أننا نعتمد على الاحتمالات ، وهي مفتوحة على مصاريعها: من سيفوز؟ أولها ، ومن سينهزم؟ ثانيها ، وإذا فاز أوباما انقلبت الدنيا ولم تقعد ، وإذا فاز ماكين تعالت صيحات المصدومين والمندهشين ، وإذا أصبحت سارة بالين أول نائبة رئيس اختلط حابل التوقعات بنابلها ، وإذا دخل أوباما وميشيل البيت الأبيض توقفت «بوصلات» العالم عند عتبات المجهول الذي لا تحمد عقباه ، وقد يكون هناك شيء مجنون ، و«الجنون فنون» كما نقول منذ زمن بعيد ، وليس هناك فنون للجنون أكثر من فنون الأميركان ، فهم أصحاب الصرعات ، وهم الذين باعوا «الخيال» للعالم كله ، وهم جعلوا من    «الاستهبال» صناعة وتجارة وثقافة وسياسة وحركات اجتماعية تبدأ مستنكرة وتنتهي مقلدة وكأنها ناتجة عن فكر أو عقل. سننتظر ، وسنجلس مسمّرين أمام شاشات التلفزيون ، نتنقل من محطة إخبارية إلى أخرى ، لن نشاهد أفلاماً أو مسلسلات طوال الساعات المقبلة ، منذ هذا الصباح وحتى الصباح التالي ، هذا فيلمنا طبعاً إذا سارت عمليات الفرز بالأسلوب الحضاري الذي تتطلبه الديمقراطية ، ولم تختف صناديق الاقتراع أو تتعطل أجهزة الكمبيوتر وأنظمة العد ، أقصد كما يحدث في الدول المتخلفة ، و«يستريح» كل دعاة الأمركة ، فنحن لسنا بحاجة إلى مواعظهم اليـوم ، ولكننا نذكرهم بما حدث يوم انتخب بوش المتربّع حالياً على عرش العالم ، فالرغبة البشرية واحدة ، والخوف الإنساني واحد ، والغش والتزوير لم يختصّ بهما قوم عن قوم في جيناتهم ، ولهذا سننتظر ، ونحسب الدقائق ، ونتفرج على مفاجآت هذه الانتخابات التي تحتمل كل شيء ، ما ذكرناه وما لم نذكره ، ولا تنسوا أننا نتحدث عن بلاد قامت وتسيّدت على ثقافة «الكابوي» وهي ثقافة تطورت من رعاة البقر حتى مرّت بالسوبر مان ورامبو، فوصلت إلى «الترمينيتور» !! 
 
myousef_1@yahoo.com  

الأكثر مشاركة