مرافئ
هل يكفي أن يدّعي أي مهرجان نسبته الدولية ليصبح بحق دولياً؟
مهرجان دمشق مثلاً في دورته الـ16 الحالية يقدم نحو 324 فيلماً من 45 دولة عربية وأجنبية!
وتعرض كل هذه الأفلام وتنضوي تحت برامج عدة مختلفة هي:
مسابقات الأفلام الروائية، مسابقة الأفلام الوثائقية والقصيرة، البرنامج الرسمي، برنامج أفلام الأوسكار، برامج خاصة للسينما الهندية وللممثلة غريتا غاربو وللمخرج الأميركي سكورسيزي وللمخرج الروسي تاركوفسكي وللمخرج الصيني زانغ ييمو وللمخرج المصري يوسف شاهين وللمخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد، برنامج للسينما السويسرية وللسينما المصرية وللعروض الخاصة، إضافة إلى ثلاثة برامج أخرى هي برنامج الرواية والمسرح في السينما السورية والبحر والراحلات والمدينة في السينما، إضافة إلى هذه البرامج الغنية فإن المهرجان أصدر مجموعة من الكتب السينمائية المترجمة والمؤلفة المهمة،
أيضاً يعرض المهرجان أربعة أفلام سورية منها «حسيبة» لريمون بطرس و«أيام الضجر» لعبداللطيف عبدالحميد في المسابقة الرسمية و«دمشق يا بسمة الحزن» لماهر كدو و«سبع دقائق إلى منتصف الليل» لوليد حريب خارج المسابقة.
افتتح المهرجان حفله بعرض الفيلم التركي «ثلاثة قرود» الفائز بجائزة الإخراج في مهرجان كان ويعرض في حفل ختامه الفيلم البرازيلي «فرقة النخبة» الفائز بالدب الذهبي في مهرجان برلين.
ما الذي يطلبه إذن الاتحاد الدولي للمنتجين أكثر، لكي يمنح المهرجان عضويته وليسهل انتشاره على الصعيد الدولي وليؤمن مطالبه في تحقيق برامجه المهمة وليرسل له صحافة عالمية تغطي نشاطاته المختلفة؟
على أي مهرجان دولي أن تنتظم دوراته سنوياً وأن تكون صالاته مسلحة بأحدث أجهزة العرض، وأن تكون فنادقه بخمس نجوم وبغرف نوم جيدة وأن يتمتع ضيوفه بالضمان الصحي وأن لا تقل مدته عن 10 أيام، أيضا، لا يجوز للمهرجان أن يعرض في المسابقة أفلاماً سبق لها أن عرضت في مهرجانات دولية أخرى.
مشكلة أخرى تواجه المهرجان الملحق بالمؤسسة العامة للسينما، لأن عليه أن يدار من قبل مديرية مستقلة وموظفين يتفرغون على مدار السنة للتحضير له ولنجاح انعقاده وفقاً للشروط المتعارف إليها دولياً.
قام مهرجان دمشق في حفلة افتتاحه بتكريم الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي والممثل الإيطالي فرانكو نيرو والممثل الأميركي ريتشارد هاريسون.
لوديا مولودة في تونس ومثلت في أكثر من 100 فيلم، ويحضر الآن فيلم تسجيلي عن مسيرتها وعن عملها مع مخرجين من أمثال فلليني وفيسكونتي وسيرج ليوني وممثلين من أمثال انطوني كوين وبولمندو وروك هيدسون وهنري فوندا وتشالرز برونسون.
فرانكو نيرو مثل في أكثر من 170 فيلماً منها أفلام السباغيتي الايطالي ومنها أفلام سياسية مهمة.
ريتشارد هاريسون مثل في أكثر من 120 فيلماً وعمل في فيلمين مع المخرج المغربي سهيل بن بركة هما «أموك» و«عشاق موغادور» وأظرف ما قاله النجم عن دمشق إنه دهش من زحمة السير في شوارعها، لكن ما أدهشه أكثر هو أن الناس فيها لا ينزعجون من هذا الازدحام لأنهم، كما يعتقد، يؤمنون بالحوار، وهو ما أثار إعجابه أكثر من أي شيء آخر.