أقول لكم
نقرأ تصريحاً لمسؤول كبير في شركة وطنية كبيرة جداً لوسيلة إعلام أجنبية، لماذا ؟ لأن الأخ متطور ويتحدث كلمة بالعربي وعشر كلمات بالإنجليزية لزوم «النفخة» التي لا تظهر إلا بعض الحقيقة، فالشأن الذي يراد إبلاغه شأن محلي، ومرتبط بالاقتصاد المحلي، ويهم كل قطاعات الأعمال المحلية، ويتداخل مع تفاصيل حياة الناس المحلية، ومع ذلك يستكبر المسؤول المحلي على الإعلام المحلي، ويذهب بعيداً ليخبرنا عن إجراء محلي، ولهذا نتساءل عن الهدف، وقد تساءلنا من قبل مرات عدة، ولكن لم يتنبه أحد، اعتبروا التصريحات التي تنشر عبر وكالات الأنباء الأجنبية أو القنوات الاقتصادية الأجنبية معبراً نحو العالمية، وكان بعضهم يتفاخر بأنه يجد سهولة في التواصل مع تلك الوسائل، لأنها تناقشه في التفاصيل، وتأخذ تصريحاته كما يرغب هو لتؤدي الغرض الذي يريده هو، وعندما شككنا في مثل هذه التصرفات، وقلنا إنها نوع من الهروب من الواقع الحقيقي بقصد إخفاء الحقائق لم نكن مخطئين، وتبين أن الخائف من أمر ما هو الذي يتجنب إعلامه المحلي، وكذلك من تشوب تصرفاته الشوائب، وعلى رأسها عدم الدقة أو التلاعب أو تمرير الأخبار لأغراض شخصية أو عدم النزاهة. وتساقط الأسماء الكبيرة في الآونة الأخيرة دليل قاطع على أن هذا الأسلوب المتبع كان يهدف إلى شيء واحد وهو التغطية على كثير من المخالفات، ومع ذلك مازلنا نسمع عن خطوات مهمة في المجال الاقتصادي عبر تصريحات إلى وسائل الإعلام الأجنبية، ويزداد الغموض في هذا القطاع الحيوي، فلا المستثمر يطمئن لتلك الأخبار المقتضبة، ولا الأموال تستقر نتيجة لها، وتتصادم إجراءات الإنعاش الحكومية مع سياسة الإخفاء المتبعة، ويستمر اللغط بين الناس، فهذه المؤسسة المالية لديها تحقيقات مع بعض قياداتها، وتلك تعزل رؤساءها، والثالثة تفكر في الاندماج، والرابعة تمدد فترات سداد مستحقاتها، وخامسة تشدد إجراءات منح تسهيلاتها، وسادسة يرمي مديرها وعضوها المنتدب أو رئيس مجلس إدارتها بحجر في المياه غير الراكدة لتتطاير بعض قطرات المياه وتبلل أفكار الناس، كأن يقول «إن مشروعاتنا ستنجز حسب الجداول المعدة مسبقاً، ولكننا نراقب السوق، وقد نضطر إلى تغيير خططنا» فماذا فهمنا ؟