محمد يوسف

 اللاعب الأجنبي محصن ضدّ اللعب الخشن، يعني إذا كانت الكرة معه يجب أن يُترك حتى يسجل الأهداف، وبهذا المنطق الذي أدلى به أحد المسؤولين يكون ضرب اللاعب المواطن مباحاً!  مع كل هدف يسجله محمد عمر يثبت لنا بالدليل القاطع أن الخامات الوطنية متوافرة، وأن عطاءها أفضل من كل أولئك المستوردين، ويجعلنا نحزن على الأسماء التي كانت لامعة قبل سنوات قليلة وأصبحت «ضيف شرف» على كراسي الاحتياط، واستسلمت للأمر الواقع!  مهدي علي أثبت لنا شيئاً حاولت كل قيادات أنديتنا واتحاد كرتنا أن تنفيه وتتجاهله، سواء فزنا اليوم ببطولة آسيا للشباب أو خسرنا فنحن نلعب في النهائي بفريق لم نسمع عنه من قبل البطولة، ولم نتابعه في بداية البطولة، وانتبهنا له عندما اقترب من كأس البطولة، وسألنا عن المدرب الفذ الذي يكاد أن يحقق لنا بطولة وأوصلنا إلى نهائيات ثاني أهم بطولة في العالم، واكتشفنا أن مدرباً مواطناً هو الذي فعل ذلك لأننا ما كنا نريد أن نصرف على الصغار، فنحن منشغلون بالكبار، وكان «ميتسو» يبلع كل ما خصص للتدريب، فيا ترى كم يدفع لمهدي علي؟!

  ظننت أن الضرب في الملاعب قد انتهى عهده، فقد كبرنا على ذلك، وأصبحنا محترفين، ولكن المنظر الذي شاهدته في الأسبوع الماضي أعادني إلى أيام التخلف والعصبية المكروهة، أمّا احتجاج البعض على العقوبات فهذا يدعونا إلى الأسف لوجود قيادات تؤيد الخروج «الوحشي» على الروح الرياضية!

 أخطأ كل من ظن أن الدوري حسم في الأسابيع الثلاثة الأولى، ويخطئ أكثر من يظن أن الترتيب يمكن أن يستقر لأكثر من أسبوع واحد بعد الآن، فهذه كرة القدم التي لا تعترف بالثوابت، ولا تحترم الذين يتغنون بالتاريخ، ولا تنحاز إلا لمن يعطيها!  رابطة المحترفين منزهة ومعصومة من الخطأ والغلـط وحتى السـهو والنسيان، وهي محصنة ضد النقد والتنبيه والاعتراض والاحتجاج، وهذه ليست ديكتاتورية!

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة