الناشئون والشباب.. قدوة للكبار

الإنجاز الذي حققه الصغار يستحق الإشارة والوقوف أمامه كثيراً لاستخراج الدروس منه، فهذا الإنجاز لم يأت من فراغ أو ضربة حظ، بل جاء نتيجة جهد كبير وعرق وعزيمة قوية وروح قتالية عالية، وتعالوا نرى ما حدث من منتخبي الناشئين والشباب وكيف صعدا إلى نهائيات كأس العالم في نيجيريا ومصر.

منتخب الناشئين مرّ بظروف غاية في الصعوبة وواجه عقبات جمة سواء في التصفيات التي أقيمت في أبوظبي أو النهائيات التي أقيمت في أوزبكستان، فأثناء التصفيات لم يوفق الفريق في التأهل الطبيعي باحتلاله المركز الرابع، لكن الأقدار شاءت له أن يصعد للنهائيات بعد شطب نتائج المنتخب الطاجيكي للتزوير في أعمار اللاعبين، وأوقعته القرعة في المجموعة الرابعة مع اليابان وماليزيا واليمن وحدثت المفارقات المعروفة للمنتخب بعد ثبوت تزوير اليمن لعمر أحد لاعبيه، وبالتالي تأهل منتخبنا للدور ربع النهائي نتيجة أخطاء الآخرين وبقرار إداري للمرة الثانية، وكان على الفريق أن يغتنم الفرصة ويتمسك بالحظ الذي جاءه مرتين، وبالفعل حقق الفوز على المنتخب الأسترالي ما أهل منتخبنا للصعود إلى نهائيات كأس العالم للناشئين التي ستقام بنيجيريا واحتل المركز الرابع في البطولة الآسيوية.

وجاء شقيقه منتخب الشباب في أجمل وأبهى صورة له بعدما حقق العلامة الكاملة في الدور الأول للبطولة الآسيوية التي تقام حالياً في السعودية، وكان عليه أن يثبت ذاته، وأنه منتخب جدير بحقيق إنجاز يفخر به، وكان عند حسن الظن به، وفعل المستحيل حينما فاز على السعودية وسط جماهيرها وأكد جدارته بتمثيل العرب في نهائيات كأس العالم للشباب التي ستقام في مصر العام المقبل، وبفوزه هذا صعد إلى الدور نصف النهائي والتقى أستراليا وتغلب عليها بثلاثية نظيفة أسعدت كل العرب، ويلتقي في نهائي البطولة مساء اليوم أمام الفريق الأوزبكي، ومهما كانت النتيجة فقد حقق إنجازاً كبيراً وفعل ما لم يقدر عليه الكبار.

وما رأيته من لاعبي منتخب الشباب يدعوني للقول إنهم أمل ومستقبل كرة القدم الإماراتية وبصورة مغايرة عما نعرفه، فالمنتخب رأيت فيه ما لم أره في المنتخب الأول، من حيث تواضع اللاعبين، وما صورة كابتن المنتخب حمدان الكمالي وهو يربط حذاء الحارس يوسف عبدالله في الملعب ببعيدة، كما يتمتع هذا المنتخب بقوة الإيمان، حيث نراهم يسجدون لله شكراً بعد إحرازهم أي هدف أو تحقيق انتصار، والأهم من هذا الجهاز الفني المواطن بقيادة المدرب مهدي علي الذي حقق ما لم يحققه الأجنبي.

الورقة الأخيرة  رابطة دوري المحترفين على شفا حفرة من المشكلات الكبيرة، بداية من قانونيتها المضطربة مروراً بمشكلاتها العادية ونهاية بتبعات مشكلة النصر والعين والصدام المنتظر بينها وبين رئيس مجلس إدارة نادي النصر، فنرجو أن يتحكم صوت العقل في معالجة الأمور، فنحن على أول الطريق، ولا نريد التعثر للتجربة الاحترافية.  
emad_alnimr@hotmail.com  

تويتر