نقد كالفؤوس وأفلام كالحطب

عُقدت ندوة خاصة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي، أسهم فيها نقاد عديدون من الوطن العربي من بينهم عدنان مدانات - الأردن،  وكمال رمزي - مصر، ونجيب عياد- تونس، ورمضان سليم - ليبيا.

افتتح الندوة الدكتور رفيق الصبان، واضعاً أمام النقاد أربعة محاور: دور الناقد وعلاقة النقد مع المجتمع، وهل النقد هواية أم علم؟ وما مهمة النقد الحديث؟ وهل هناك صفات يجب أن يتمتع بها الناقد؟

جاء حديث النقاد مرتجلاً؛ لأن دعوتهم أثناء وجودهم كانت مرتجلة، وفضل بعض النقاد الذهاب إلى السينما على الحضور إلى الندوة! وخصصت لكل ناقد خمس دقائق يتحدث فيها! تم التأكيد على أن الخطاب النقدي جاء إلى السينما من نظريات الفلسفة والأدب وهو آخر مولود لها، ومع أن بعض النقاد حقق بعض الإنجازات المهمة في النقد، إلا أن النقد العربي السينمائي بقي ذاتياً وهامشياً.

انطلقت ممارسة النقد من تجارب نوادي السينما العتيدة في مصر وتونس ودمشق، وبتأثير من رواد النقد الأوائل أمثال صلاح دهني ورفيق الصبان وأحمد الحضري، وأخذ النقد بعدئذ ينتشر في الصحافة، خصوصاً أن البلاد العربية لم تعرف المجلات السينمائية المتخصصة، على هذا مازال ينظر إلى هذا النوع من النقد، الذي احتل الساحة نظرة غير جادة

. رأى  الناقد رمزي أن حالة النقد ترتبط بالحالة السينمائية، فالنقد يتطور بتأثير السينما والسينما تتطور بتأثير النقد، ومثاله على ذلك التأثير فيلم «المومياء» الذي  فجّر موهبة النقاد في مصر، وجعل من قراءتهم للفيلم قراءة منوّرة! أما الناقد مدانات، فيرى في الفيلم ليس فقط مادة للتسلية إنما للتفكير أيضاً. ويجد دور الناقد الأساس في إقامة جسر ثقافي بين الفيلم والجمهور والمخرج وبين فن السينما نفسه، ما يتطلب من الناقد تملّكه لأدوات تؤهله لقراءة الفيلم وتحليله. وبدا حديث بعض الحضور أكثر جدية من حديث النقاد، فمنهم من وجد في هذه الندوات «أكليشيهات» متكررة!

ومنهم من تساءل: هل يوجد حقاً نقد عربي جيد؟ ومن أين يأتي النقاد عندنا، وليس هناك معاهد أكاديمية لتدريس النقد؟!

ما دور النقد في عملية المشاهدة أو في عملية تطوير السينما؟ خصوصاً أن هناك ناقداً يؤكد أن النقد لا يُصنع في المخابر الأكاديمية! هل يجب أن يفهم الناقد أدوات التعبير السينمائي تقنياً وفنياً لكي يكتشف مفاتيح السرد في السينما؟

وإلى أي مدى يفهم النقاد التقنيات الحديثة التي قلبت مفاهيم صنع الفيلم من الناحية الفنية والإنتاجية؟

وإن كان النقد ملكة يمنحها الله للإنسان، فإن الناقد أكثر من ذلك يحتاج إلى الموهبة والتذوق الفني!

بدورنا نقول: ماذا يتأتى على الناقد أن يعرف؟ عليه أولاً أن يلمّ بالمناهج النقدية الحديثة التي أعادت النظر جذرياً في عملية تحليل الف

الأكثر مشاركة