أقول لكم
ونحن نعيش الفرح مع منتخب الشباب لكرة القدم الفائز ببطولة آسيا والصاعد لنهائيات كأس العالم، لابد أن نفكّر في كيفية المحافظة على الإنجازات، وأيضاً تنميتها، ففي الرياضة هناك فوز وخسارة، وقد جعلنا منها في فترات التخبط خسارة فقط، إلى درجة إحداث حالة إحباط عامة تجاه كل مشاركاتنا على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، واليوم عندما نفوز نحصل على الأمل، ونعرف أننا يمكن أن نحقق شيئاً، ليس بالإرادة والإصرار، كما يقول بعضنا؛ لأنهما يعنيان معايشة مؤقتة للإنجازات، والمطلوب يجب أن يكون دائماً، وقد وضعت الاستراتيجيات وبُنيت الخطط القصيرة المدى والطويلة من أجل ترسيخ الاستدامة لكل ما من شأنه إحداث تطوّر مبني على العلم، ويضاف إليها في الرياضة نقل الطاقات الفردية والهوايات الشخصية إلى مرحلة الاحتراف، وحتى لا نعود بعد سنوات ونقول إن جيل الشباب الذي حقق بطولة 2008 لا يتكرر، كما نفعل مع جيل 1990، الذي صعد إلى كأس العالم؛ لأننا بعد عام 90 شهدنا بروز لاعبين لم يجدوا من ينمّي قدراتهم ويأخذ بيدهم، ولازلنا نستمتع بمهارات من يلعبون اليوم، ولهذا نقول إن منتخب الشباب هو ركيزة المنتخب الأول، وخلال فترة قصيرة سيأخذ مكانه.
ولكن إذا لم نكن نملك خطة احتضان لهؤلاء اللاعبين وتهيئة الأجواء النفسية والفنية لهم، فإننا سنرى الكثير منهم يتوقف في منتصف الطريق، ويخرج من دائرة الضوء لنخسر أملاً ومستقبلاً، والأسباب كثيرة، وعلى رأسها عدم رعايتهم بالصورة المثلى، وهناك تجارب موجودة في الدول المتقدمة وأنظمة مكتوبة تحدّد نوعية رعاية المواهب الرياضية وكيفية صقل مهاراتها وتحويلها إلى نجوم، ابتداءً من توفير الدعم المادي، وانتهاء بالتنظيم الحياتي ومنع تداخل الاهتمام بالهواية والتحصيل العلمي، وهذه مهمة الدولة وليست الاتحادات المتفرقة، وبلا شك هي ليست مهمة الأندية، وكما دعونا أمس إلى البحث عن المدربين المواطنين وتزويدهم بالعلم والخبرة، نطالب اليوم بالتأسيس العلمي للجانب الآخر، وهو جانب اللاعبين، وإيجاد رعاية مستدامة لهم حتى يكون فوزنا هو الأصل وتكون الخسارة استثناء.