أقول لكم
كان المجلس الوطني الاتحادي بحاجة ماسة إلى أن ينبه إلى دوره المطلوب منه، وقد جاء الأمر في خطاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يوم الأول من أمس، للأعضاء بالنزول إلى الميدان وتلمّس احتياجات المواطنين، ومن يفعلْ ذلك يكنْ له حق مناقشة الواقع الذي شاهده والبحث عن حلول، وهذا ما سننتظره من المجلس في دور انعقاده الجديد حتى نتلمّس نحن أيضاً دوره المفترض، والذي غاب. ولا نريد أن نخوض في الأسباب كثيراً، ولن نتطرق إلى الفكر السائد لدى أعضاء المجلس حول دوره والمهام المنوطة به، ولا المسموح وغير المسموح لهم بمناقشته والبحث فيه، فهذا أمر من رئيس السلطة التنفيذية العليا، يطلب فيه التقارير الميدانية الواقعية، ويرفض قرارات الغرف المغلقة وتوصياتها، فهناك ـ في الميدان ـ كما قال سموّه، يكون جدول الأعمال، وسموّه يعلم جيداً بأن دعوته بتلمّس احتياجات الناس تعني سد تلك الاحتياجات، وهذا ما تعودناه من قياداتنا التي لا تنظر إلى المشكلات على أنها سلبيات تثار، ولا تعدّ المطالبات بتحسين الأحوال الشخصية للناس انتقاصاً من جهود الحكومة، بل إن الحكومة تبحث عمّن يوصل إليها ما لم يصل، والمجلس الوطني الاتحادي لم يكن في يوم من الأيام مجرد صورة لاستكمال الشكل العام للدولة، بل كان وما يزال في فكر القيادة هو العين وهو الضمير الحي الناقل للحقيقة أياً كانت. ولكن ـ وللأسف ـ فالصورة معكوسة لدى المجلس نفسه، هو يقيد اختصاصاته، وهو يحصر اهتماماته ، وكأنه يتجنب الخوض في المشكلات، وما كانت هموم الناس واحتياجاتهم في يوم من الأيام مشكلات يخاف منها أن تظهر على السطح.
ومن عيّن أعضاء المجلس واختارهم، نراه يطالب بدور أكبر للأعضاء، لأنه كان يظن أن الانتقال بهذا المجلس من التعيين الكامل إلى الانتخاب النصفي من قبل الهيئات الانتخابية سيطور الأداء ويزيد من درجة المشاركة. وعندما لم يحدث ذلك في العامين السابقين، جاءت كلمة افتتاح الدور الثالث لتحمل هذا الوضوح، وكل ما نتمناه أن يكون الأعضاء متفاعلين مع هذه الدعوة ، وأن نشهد حضوراً في الميدان بحق، حتى تطمئن القيادة إلى تطور هذه التجربة في المشاركة الشعبية، وحتى يصل صوت الناس عبر ممثليهم بحق.