ليس على حسابي!

سالم حميد

 يبدو أن بعض المسؤولين في معزل تام عما يجري حالياً في العالم أجمع، والبعض الآخر يعتقدون أننا سنرتقي جبلاً يعصمنا من طوفان النكسة الاقتصادية العامة، وللناس فيما يعتقدون مذاهب!

تطالعنا الصحف والأخبار عن إغلاق بعض مصانع السيارات الكبرى في الدول الصناعية، وقد شملت تلك التي أنشئت في دول جنوب شرق آسيا، التي تتميز بزهد الكلفة، ما ينبئ بدق ناقوس الخطر قريباً، فمن الأسهم إلى العقارات إلى السيارات! وهنا أظن أنه يجب على الإخوة المسؤولين التوقف هنيهة وإعادة النظر في بعض القرارات التي اقترب موعد تنفيذها، مثل قرار وقف تسجيل المركبات الخفيفة التي مضى على صنعها 20 عاماً، وهي فترة معقولة، وعلى الأرجح لن يتأثر بها إلا الإخوة «البتان»، ثم التي مضى عليها 15 عاماً وفي نظر الكثيرين هي فترة قليلة نسبياً إلى أعمار السيارات، خصوصاً فئة الشباب أصحاب «النياسين»، والمركبات الثقيلة التي مضى على صنعها سبعة أعوام فقط، وهو ما قد يسبب أزمة كبرى في النقل العام.ألا فلننتبه إلى أن كساد سوق السيارات الذي دل عليه انخفاض مبيعات سيارات «تويوتا» في الولايات المتحدة لأول مرة منذ سبع سنوات، وإغلاق مصانع عدة لـ«جنرال موتورز»، ثم ما تردد أخيراً حول عرض «اشتر سيارة واحصل على واحدة أخرى مجاناً» لأحد أعرق السيارات الإيطالية الرياضية، وإيقاف عملية التمويل البنكي ستؤدي حتماً إلى نزول أسعارها وتكدسها في ساحات التخزين، وهذا الأمر نشاهده عياناً في بعض المناطق، وهو بالتالي ما سينزل بسعر السيارة المستعملة إلى الحضيض.ألافالشخص الذي لا يستطيع أن يجدد تسجيل سيارته التي حافظ عليها بحالة جيدة جداً، ولا يستطيع أن يبيع سيارته بمبلغ عادل، لأنه في ظل هبوط أسعار السيارات الجديدة في العالم لن يجد من يشتريها من المستوردين سوى أصحاب مصانع الحديد والخردة، ولا يوجد في حسابه أموال «كاش» يشتري بها سيارة جديدة، وسعر البترول ينزل في واشنطن ولوس أنجلوس، ولكنه عندنا رافع الرأس ولا يخفضه إلا خالقه سبحانه! فما على ذلك الشخص إلا أن يشتري تلك العربات الكهربائية الواقفة ذات العجلتين التي طالعتنا بها صحيفة «نيويورك تايمز» بتاريخ 11 من هذا الشهر، وذكرت أن الإماراتيين عندنا يتجهون لمثل وسائل المواصلات تلك، التي هي صديقة للبيئة و«مضادة» للازدحام! ثم لماذا يكلف الشخص نفسه بصيانة سيارته التي أكملت فوق العشر سنوات وهي التي ستلغى من التسجيل بعد سنوات عدة بشكل آلي، سواء كانت في حالة جيدة أو سيئة، وما الغرض من الفحص الفني للتسجيل إن كانت كل السيارات صغيرة نسبياً على «الخرابات»، إن لم تكن قد استعملت سيارة أجرة؟! ألاوقريباً جداً بعدما كنا نرى سيارة واحدة متعطلة على المسار السريع بجانب الطريق، وجمهور من السائقين يتفرج ويتسبب في ازدحام سنرى عشرين سيارة متعطلة، واضربوا هذا الرقم الأخير في عدد السائقين الذين سيقفون للتفرج، وادعوا الله بالفرج وأن يرفع الزحمة عن شوارع الأمة، ولن يتحقق ذلك بأي شيء إلا بنظام الشرائح فقط كالتجربة الناجحة للسعودية في تحديد أحقية المقيمين في امتلاك رخصة القيادة.   

 salemhumaid@blogspot.com

تويتر