أقول لكم

الثاني من ديسمبر محفورٌ في القلب، قلب كل مواطن ينتمي إلى هذه الأرض، وقلب كل مقيم احتضنته هذه الأرض، وهو مرســومٌ على كل حبّة رمل تشكلت منها هذه الأرض، ومعه ـ الثاني من ديسمبر ـ يقف عام 1971 مبتسماً أمام شموخ الرجال، زايد وراشد وخالد وصقر وأحمد ومحمد وراشد، وهم يرفعون العلم، الرمز الجديد، فوق السارية المنتصبة مدى الدهر بإذن الله، أسموهم حكام المشيخات، وسجّلهم التاريخ سادة الاتحاد العربي الوحيد الراسخ والثابت في سجلات العصر الحديث، اتحاد يكبر يوماً بعد يوم مع إرادة صلبة تمسّك بها من آمنوا به، فنجحوا، وخابت كل التوقعات، وسقطت نظريات التشكيك. ومن عايش تلك الأيام سيتذكر كم كانت هذه التجربة تتعرض للافتراضات والتحليلات المبنيّة على تجارب الآخرين، وكيف وضع المنظرون سيناريوهات الفشل من دون أن يتعرفوا إلى الواقع، وكيف سارت السفينة بفضل ربانها زايد، وسط بحر متلاطم الأمواج، تمخر عُبابه، وتنتقل من مرحلة إلى مرحلة بجهد المخلصين، متماسكة لا تهزّها الزوابع، وانتصرت العزيمة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، مع خليفه ومحمد وسلطان وصقر وحمد وراشد وحميد، شركاء مرحلة الترسيخ أصبحوا قادة التمكين، يحملون الراية، يواصلون المسيرة، يقودون دولة انتقلت منذ زمن بعيد إلى المرتبة التي يستحقها العمل الدؤوب والعطاء المستمر ، إذا ذُكر الاتحاد ذُكرت ، وإذا ذُكر الاستقرار ذُكرت، وإذا ذُكر الأمان ذُكرت، وإذا ذُكرت التطور ذُكرت، وإذا ذُكر التفوق ذُكرت، وإذا ذُكر الغوث ذُكرت، وإذا ذُكر التآزر والتلاحم ذُكرت، وإذا ذُكر الود ذُكرت، وإذا ذُكر الاهتمام بالناس ذُكرت، وإذا ذُكر الحلم ذُكرت.

هذا هو الثاني من ديسمبر ، فيه ترتسم ملامحُ خطوةٍ خطاها رجال شجعان تجاوزوا الواقع والحلم عام 1971 ، وفيه تتماسك الجذور بالأصل الممتد شامخاً أمامنا، وفي هذا اليوم ـ اليوم نفسه ـ الثاني من ديسمبر عام 2008 وليبارك الله لقادتنا ويوفقهم، وليرحم زايد وراشد وإخوانهما الذين رحلوا بعد أن أدوا الأمانة وحفروا اسم هذه الدولة في القلوب.

الأكثر مشاركة