عيشي بلادي
كم هي جميلة أيام «عيد الاتحاد»، عسى أن يديمها الله علينا وعلى حكام الإمارات وشعبها أعياداً في أعياد وأعياد.
تتوالى السنون، ولكن الاحتفال يأتي كل سنة بثوب جديد، وحلة بهية وزغاريد، ونهتف من الأعماق جميعاً، شعب الإمارات وكل من يعيش على هذه الأرض الكريمة: عيشي بلادي، عاش اتحاد إماراتنا. عشت شامخة قوية، وعلى كل لسان اليوم عيدك يا بلادي الحبيبة، تجمّلي بألوانك الأربعة الزاهية الأحمر، الأخضر، الأبيض، الأسود، وهي الألوان التقليدية للعلم العربي، التي ترمز إلى القيم الأصيلة والإيمان العظيم والغايات النبيلة، كما وردت في أبيات الشعر الشهيرة للشاعر العباسي عبدالعزيز بن سرايا بن أبي القاسم السنبسي الطائي، والملقب بـ صفيّ الدين الحلي (1277 ــ 1349م):
سَلي الرماحَ العوالي عن مَعالينا
واستَشهِدي البيضَ هل خابَ الرَّجا فِينا
بِيضٌ صنائعُنا سُودٌ وقائِعُنا
خضرٌ مَرابِعُنا حُمْرٌ مَواضِينا
كم أتذكر طفولتي في عيد الاتحاد، ونحن نمسك علم بلادنا، وكأننا نمسك قلوبنا بأيدينا، خوفاً عليه وليس على أنفسنا، فأنت يا بلادي أغلى ما عندنا ونفديك بأرواحنا، يمكن أنه في أيامنا السابقة كانت احتفالاتنا بسيطة ولكنها مؤثرة جداً، كنا نحسّ بجمال بساطتها أكثر من زخرفة احتفالات هذه الأيام، كنا ننتظر هذا الاحتفال سنوياً، مثلما ننتظر عيد الفطر وعيد الأضحى، رغم بساطة ديكوراته، كان له لون عجيب في نفوسنا، بالفعل كنا وكأننا في صفوف عسكرية ننشد بكل قوة، والأرض تهتزّ من تحت أرجلنا، يداً بيد نغني نصفق نقدم عروضاً مسرحية وأهازيج شعبية في المدارس، وحتى اليوم يحتفل أطفال الإمارات كذلك، ولا أقول الأطفال فقط ولكن الاحتفال بجماله وروعته يرتبط دائماً وبصورة أقوى مع الأطفال، وأقول أيامنا كانت جميلة والجيل الذي لحقنا قدم الأجمل والأجمل على الدوام، ولكن بصور جديدة وإمكانيات متعددة وألوان براقة.
فعلاً إنه عرس الإمارات وما أسعدك يا بلادي بهذا الاتحاد! اليوم مسيرات وفرق وأضواء، ما أجمل السماء بكل هذه الألوان! رحم الله زايد والشيخ راشد مؤسسي هذه البلاد. بلادي يا أنشودتي وحياتي، عيشي بلادي عيشي بلادي، دمت لنا فخراً وعزاً لا يُرام، أسطورة بين الكرام، وحديثاً على مرّ الأيام