من المجالس

مواطن نوى أداء فريضة الحج هذا العام مع زوجته، أعجزته أسعار الحملات بالدولة، فقرر، وهو الشرطي المتقاعد، البحث في حملات الدول المجاورة، ووجد ضالته في حملة عُمانية طلبت 7000 درهم (فقط لا غير)، بالإضافة إلى 2500 درهم قيمة تذكرة السفر تكفل بها المواطن بنفسه، وذلك نظير رحلة حج كاملة، وأعني بالكاملة: التمتع «حج وعمرة» بإقامة لمدة سبعة أيام في مكة، وزيارة للمدينة المنورة استغرقت ثلاثة أيام. وكانت الإقامة في مكة على بعد أمتار لا كيلومترات من المسجد الحرام. مواطن آخر اصطحب زوجته إلى الديار المقدسة بواسطة حملة كويتية انضم إليها بعد أن تكفل بمصاريف الطائرة، وذلك مقابل ١٥ ألف درهم. الحج لم يكن سريعاً، والمستوى، حسب وصف الراوي، يعادل ما يسمونه عندنا الـ(V.I.P). مواطنان حزما أمرهما منذ البداية على الانضمام لحملة قالا إنها مميزة جداً من مملكة البحرين، ودفعا مقابل حجهما «السريع» 3000 درهم لكل منهما، بينما بلغـت رسـوم الحج «العادي» 12 ألف درهم. النماذج الثلاثة هؤلاء عادوا إلى الدولة بصور زاهية عن رحلتهم وعن الحملات التي انضموا إليها، ومستوى الخدمات التي حصلوا عليها ودرجة الرضا التي حازوها. بل إن بعضهم كان ضحية التلاعب الذي حدث في مطار جدة من قبل شركة الطيران الناقلة التي أجلستهم في مطار الحجاج لأكثر من 12 ساعة، إلا أنهم حرصوا في شكواهم على تبرئة الحملات من معاناتهم؛ لأنها ببساطة لم تتكفل بخدمة الانتقال جواً. السؤال: هل نحن في دولة الإمارات نختص بمعايير مختلفة عن محيطنا الخليجي في الأسعار؟ أسعار كل شيء! وهل حملات الحج عندنا، مع افتراض حُسن النية في أكثرها، تقدم خدمات بمعايير مختلفة عن مثيلاتها في الدول الخليجية إلى درجة تتضاعف فيها الأسعار؟ أسعارنا تبدأ من 25 ألفاً لرحلة الحج السريع، وأسعار غيرنا مقسومة على 10 وأماكن سكنية في المشاعر لا تختلف اللهم إلا في التوزيع الجغرافي؛ لأن الكل في خيام منى وخلاء مزدلفة سواء. وأيام معدودات يشترك في معايشتها الجميع، ومناسك لا تميز في طريقة أدائها لـ(V.I.P) على مفترشي الأرصفة. فلماذا نحن غير؟!

الأكثر مشاركة