أقول لكم
لن يجيبنا أحد عن سؤالنا الذي سألناه يوم أمس، ولكن كل المؤشرات تقول إن هناك من يدير هذه اللعبة التي أسقطت الجميع أرضاً، وجعلت العمالقة أقزاماً، وسحقت من سحقت من دون رحمة، ولن أتحدث عن نظرية المؤامرة من الإمبريالية، أو كما يحب أن يذهب الذين مازالوا يتغنون بالأنظمة الاشتراكية، وأتهم الرأسمالية الاستعمارية. أو كما قال أحد الكتاب الذين يعيشون على الضمان الاجتماعي الأميركي، عن أن الهدف هو امتصاص أرصدة دول الخليج من بنوك الغرب؛ فالأميركان لا يمكن أن يكونوا بهذا الغباء، فيقطعوا شرايينهم حتى نتبرع لهم نحن بالدم، فالأزمة بدأت هناك ـ عندهم ـ والضرر الكبير هناك ـ عندهم ـ وإن كان هناك ضحايا لهذا الانهيار، فهم أول الضحايا ، وهم سيكونون آخر الضحايا المتعافين من آثار الانهيار المالي. ومع ذلك لابد أن يكون هناك «فائز»، وهو الذي يلعب بمقدرات العالم كله، وسيظهر للعلن ذات يوم، ستكشفه النتائج عندما تكون النتائج غير ذات تأثير، فمن سيفوز هو الذي سيخرج أقوى مما كان قبل الأزمة، وهو نفسه المستعد للشراء والناس تبيع ، والتقويم لحظة الانهيار، والاستحواذ بأقل الأثمان لمؤسسات تساوي المليارات، وسيدفع الفتات، ويسيطر حتى يتسيّد اقتصاد العالم، ومقدراته. فمن هو الذي يسرق العالم؟ ربما يكون خفيّاً، يلبس «طاقية إخفاء» أو يعيش خلف أستار حديدية، وربما هو أكبر من ذلك كله، فيمسك كل الخيوط بين يديه، ويلاعبها، يشدّ هذا ويرخي ذاك، ويحكم من دون قوانين أو رجال أمن أو خضوع لاعتبارات أخلاقية، تماماً كما ذكر قبل قرابة 100 عام في نبوءة أديب مطّلع على الأمور، ذلك الذي ألف كتاباً أسماه «حكومة العالم الخفية» فنسج خيوطاً للعبة توقع أن تسود العالم آنذاك، ولم يصدقها في البداية إلاّ قلة من الناس ، ثم زاد عددهم بعد عقد أو عقدين من الزمان، وبعدها صارت مضرباً للأمثال، وكاد الجميع، وفي حالات كثيرة، أن يصدقوا أن هذا العالم تحكمة حكومة خفية، غير كل الحكومات التي نراها تتربع على حكم الدول الكبيرة بجبروتها، فكل شيء جائز ما دامت حكومة أميركا وحكومات أوروبا غير قادرة على تحديد من الذي تسبّب في هذا الانهيار وبخّر الأموال وحطم الإمبراطوريات الاقتصادية، وأجلس أصحاب المليارات على خزائن خاوية، فهناك من سرق تلك الخزائن، خزائـن العالـم .