جورج دبليو ......
ذهب منتظر الزيدي إلى السجن، ولم يُعرف ما آل إليه مصير حذاء الزيدي. فالصحافي العراقي الغاضب رجم الرئيس الأميركي جورج بوش بفردتي حذائه. ويتفق الناس على أهمية حذاء الزيدي في ثوثيق الحدث، ولكنهم يختلفون في وصفه. فالذين جعلوا من فعلة الزيدي «جريمة» جيروا لها منطق القانون واعتبروا الحذاء «أداة الجريمة». والذين أيّدوا عملية الرجم اعتبروا الرجل بطلاً وطنيا جسوراً، فصار الحذاء أداة التعبير وسلاح البطولة.
وفي كلتا الحالتين دخل الحذاء قاموس الديمقراطية التي تَفَاخر الرئيس الأميركي بنجاح تصديرها إلى العراق بدليل «حادثة الحذاء». وربما انضمت حادثة الحذاء إلى جملة من الحوادث التي أصبحت عناوين لبعض فصول التاريخ، فيقال: عام الحذاء، كما قيل من قبل: «عام القحط»، و«سنة الطبعة»، و«عام الطاعون». فيبقى الحذاء وتبقى أسماء أبطال قصته تتردد على الألسن، لا على سبيل تبادل الهدايا بالطبع، ولكن على طريقة لعبة «البيسبول» الشعبية الشهيرة في أميركا، التي فيها الرامي وفيها المتلقي، وربما يسأل صغار أميركا في يوم آت من كان الرامي ومن كان «اللاقف»؟
ولكن قبل الديمقراطية والتاريخ كانت «قندرة» الزيدي قد أثارت ملكات السخرية وإطلاق النكات، بدأت من الرئيس بوش نفسه عندما حاول إخفاء صدمته من الحدث بالإشارة إلى مقاس الحذاء، فكانت طلقة البداية لسيل من عبارات السخرية، كان الرئيس بطبيعة الحال هو مربط فرسها. صالت هذه النكات في فضاء لا يعترف بنفوذ كبير كأنها تتشفى من الدور الأميركي في كل بقاع الأرض. فانفتحت شاشات الإنترنت، وصفحات الجرائد والمجلات، ورسائل الهواتف لتنثر الضحك غير البريء والدعابة المسيّسة في صورة كان أبلغ لقطاتها ما ورد في موقع «فيس بوك» من اختزال لاسم الرئيس المنتهية فترة رئاسته في «جورج دبليو شوز».