صديق عزرائيل

يروى أن رجلاً صادق عزرائيل (ملك الموت) واتفق معه على أن يبلغه قبل حلول أجله ليأخذ حيطته، ومرت سنون وحين جاء أجله فوجئ بعزرائيل واقفاً على رأسه يريد قبض روحه، فذكره بما اتفقا عليه، فقال عزرائيل: «لقد ذكرتك مرتين الأولى عندما قبضت روح جارك الساكن يمين منزلك، والثانية عندما قبضت روح جارك الساكن يسار منزلك.. ولكنك لم تفهم»... وبالطبع فالقصة للفائدة فقط...
تذكرت وأنا أطالع صورة العزيز الذي ذهب... مقولة إبداعية لمبدعة في الأقوال:
«تستوقفنا صور الموتى...
مربكة هي صور الموتى...
موجعة دائماً... فجأة يصبحون أكثر حزناً وأكثر غموضاً من صورتهم...
فجأة... يصبحون أجمل بلغزهم، ونصبح أبشع منهم.
فجأة... نخاف أن نطيل النظر إليهم.
وفجأة... نخاف من صورنا القادمة... ونحن نتأملهم».

❊❊❊❊❊

ولمبدع آخر مع (كثير) من التصرف:

«بكريّ ! وجهك بارد وأنا أقبّلهُ... وتلسعني الدموع...
ويرجع الطفل المبعثر في السنين... يعانق الكهل اليتيم...
نمشي أنا والطفل، أبحث عن صباي... وعن صباك... فلا أرى إلا الهشيم...
واليوم وجهك بارد... وأنا أغض الطرف عنه...
ألوذ بالوجه الذي... خبأته في الذكريات...
كنا ليلة الأقمار... كنا بهجة الزمن الوسيم...
بكريّ! وجهك بارد... وأنا أحس برودة الأشياء في
قلبي... أحس برودة النصل المغلغل في الصميم...
نم أبا بشرى... نم يا أنبل أمسيات العمر...
نم... في حمى الله الرحيم...».

❊❊❊❊❊

وإلى أطفال غزة.. كم ينبغي أن يحترق من أجسادكم الرقيقة
كي يصحو الضمير العالمي الغاط في سبات عميق..

shwaikh@eim.ae

الأكثر مشاركة