فاقد الشيء لا يعطيه

سالم حميد

أستميح في البداية الزملاء في القسم الرياضي العذر على تطفلي الرياضي، فلست خبيراً أو محللاً رياضياً ولا ناقة لي في الشؤون الرياضية ولا جمل، لكنني مواطن إماراتي مقهور ومصدوم من حجم التخبّط المستمر الذي يعيشه منتخبنا الأول لكرة القدم، واختتمه أخيراً بفضيحة انتهت بتنزّه المنتخب السعودي في مرمى منتخبنا بثلاثة أهداف ثقيلة، سببها الرئيس فِكر المدرب الفرنسي دومينيك وخططه السطحية التي أثبتت عدم تمتع هذا المدرب بأي دهاء أو استراتيجية كروية صريحة. ولعب بالأسلوب الركيك نفسه في مبارياته الثلاث ولم يضف أي جديد على المنتخب، عكس المدرب السعودي الذي تعامل باحترافية وذكاء تجاه لاعبينا المندفعين بجنون نحو المرمى السعودي، مع ترك الدفاع لمساحات كبيرة فارغة نتجت عنها الأهداف الثلاثة!

غالباً ما يقال إن المدرب شماعة لتعليق الخسائر عليها، لكن من شاهد الأسلوب الثابت والعشوائية التي لعب بها منتخبنا، والتشكيلة المنتقاه من اللاعبين، سيدرك أن دومينيك هو المتسبب الأول للخسارة، فما الذي دفع بهذا المدرب لاستدعاء لاعبين معتزلين وكبار في السن للعب دولياً ، ليخاطر ويزج بهم في المنتخب، وهم يفتقدون اللياقة البدنية وعاجزون عن اللحاق بالكرة؟! وما الذي يدفع بهذا المدرب للمخاطرة والمجازفة بلاعبين صغار السن في 18 و19 من العمر، وإشراكهم مدافعين وهم تنقصهم الخبرة الكافية لمواجهة مهاجمي المنتخب السعودي المحترفين والخطرين من أمثال ياسر القحطاني ومالك معاذ؟! هل تلعب مباراة ودية يا دومينيك؟! ألا تعلم أنك تلعب أمام فريق قوي ومتمكن؟! ولماذا أجلس هذا المدرب على دكة الاحتياط لاعبين موهوبين مثل أحمد دادا وعلي الوهيبي ونواف مبارك، بينما المنتخب في حاجة ماسة إلى مهارتهم؟!

لماذا أصر المدرب على عدم تغيير محمد عمر في الشوط الثاني رغم الوضوح الظاهر على هبوط لياقته البدنية، ولم يشرك مهاجماً آخر مكانه؟! لماذا أخرج إسماعيل الحمادي وهو شعلة لا تخمد من النشاط والحيوية على أرضية الملعب؟! لماذا استبعد مهندس خط الوسط الإماراتي هلال سعيد من تشكيلة المنتخب؟!

لماذا ولماذا يا دومينيك؟ ولكن وعلى ما يبدو، ليس منتخب الإمارات وحده يتكون من لاعبين هواة، إنما من مدرب هاو أيضاً! ومقولة «الهجوم خير وسيلة للدفاع»، مقولة خطأ إذا كان خصمك يتمتع بالتحصين الممتاز، لأنه سينقضّ عليك بمجرد استنفادك لذخائرك، وهذا ما حصل!

salemhumaid.blogspot.com

 

 

تويتر