فاقد الشيء لا يعطيه

«اليوم الأولمبي المدرسي» عنوان لفت انتباهي، واستحوذ على اهتمامي وأسرني أثناء وجودي في دولة قطر الشقيقة الأسبوع الماضي، فقد بهرتني مهارة الإعلان والترويج لهذا اليوم، والتيأ فاقت توقعاتي وأثارت اهتمامي ولم أجد بدا من أن أهنّئ أشقائي في قطر على المستوى الراقي في التخطيط السليم، والذي من المرجح أن يصنع أبطالاً للأولميباد في المستقبل القريب.

وهنا حضرني قول الرياضي الأول في بلدي، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، عندما قال «الرياضة تبدأ من المدرسة». فلماذا غابت الرياضة عن المدارس أو غيبتها؟ لماذا أصبحت حصة الرياضة في مدارسنا حصة مكملة للجدول الدراسي ومضيعة للوقت؟ لماذا أصبحت مهمة مدرس التربية الرياضية تنحصر في إخراج الطلاب للملعب لمراقبتهمأ وهم يلعبون حتى لا يؤذي أحدهم الآخر؟ لماذا هذا الانحدار في مستوى الرياضة المدرسية التي من شأنها أن ترفد المنتخب الوطني بنجوم صاعدين ومواهب لامعة باتت غائبة؟ لماذا نتناسى أن الرياضة المدرسية بوضعها الحالي لن تكون أبداً البحر الرياضي الغني الذي يمدنا بالأصداف واللآلئ الرياضية ذات المستوى العالمي المميز؟

غاب التخطيط الإداري فغابت معه الخطة الرياضية لدى الأستاذ، والتي هي من المفترض أن تهدف إلى زرع حب الرياضة في قلوب الشباب، وتعليم الطلاب نوعاً، أو أنواعاً من الرياضة تتماشى معأ ميول كل منهم! غابت الخطة فغاب أيضاً التواصل الرياضي بين الأستاذ وتلاميذه، فكيف يمكنه من تطوير مواهبهم بلا خطة مدروسة؟! غابت الخطة فغرق الجميع في حب لعبة واحدة هي كرة القدم! غابت الخطة وسكن بدلاً منها الاستخفاف المتمكن بمقرر التربية الرياضية وعلامة مادة التربية الرياضية من قبل الجميع بما فيهم الجهات المسؤولة!

يجب علينا الإجماع على ضرورة أن يكون هناك احترام لأستاذ التربية الرياضية ومادة التربية الرياضية، وأطالب المسؤولين باعتماد علامة التربية الرياضية ضمن معدل علامات الطلاب. كما يجب أن لا ننسى الدافعية التي تعني تحفيز الطالب لممارسة الرياضة المناسبة له، وتحفيز الأهل على تشجيع الطالب، فمنذ فترة ليست ببعيدة كان يمنح الطالب الذي يلتحق بالمنتخب درجات تضاف إلى معدله تحفيزاً له. كما يجب تقدير التفوق الرياضي وليس العلمي فقط. وللتذكير فقط ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، فما حدث لمنتخب الناشئين هو أفضل دليل على المأساة والكارثة الرياضية التي نعيشها. فأين البطولات المدرسية يا اتحاد الرياضات المدرسية؟ أم أننا بلغنا مرحلة فاقد الشيء لا يعطيه!

يبدو أن اتحاد الرياضات المدرسية في سبات عميق أو ربما بات يحتضر وبحاجة إلى من يسعفه بعملية إنعاش! ولا يسعني في النهاية غير أن أردد «الرياضة تبدأ من المدرسة».

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر