أقول لكم

سكنت فندقاً في دولة لن أسميها حرصاً على العلاقات الأخوية، وكان يحمل علامة الخمس نجوم، وخلال مناسبة وطنية تعج بالضيوف، ولكن نسبة الإشغال في الفندق لم تتجاوز نصف عدد الغرف المتوافرة، ومع ذلك تتعب وسائل الإعلام في تلك الدولة نفسها، عبر طرح موضوعات على صفحات كاملة تحمل نبرة سلبية حول نسب إشغال الفنادق في دبي، والتي تقول إنها انخفضت بنسبة 20٪. وعندما سألت زميلاً في تلك الصحيفة عن النسبة في دولته، لم يستطع الإجابة بحجة أن أحداً لم يكلف نفسه بالبحث أو إعداد دراسة إحصائية!

وفي دولة أخرى سكنت منتجعاً يقع في قلب العاصمة، وهو بحق يستحق أن يطلق عليه ذلك الاسم، بشرط أن تكون داخله، أما في الخارج فعليك أن تمرّ بين «الخرائب» التي تحاول الجرافات أن تشق طريقاً بينها، وخلال يومي الإقامة كرهت نفسي من شدة الإحساس بالوحدة، فذلك المنتجع الذي يمتد على مساحة تزيد على الكيلو متر طولاً ومثله عرضاً، وفيه أكثر من عشرة أحواض سباحة، ومئة نافورة، وفلل متنوعة، وقاعات «تطرد فيها الخيل» مع كل ذلك، تمرّ ساعات ولايكون هناك أكثر من ثلاثة أشخاص يتراءى لك أنك قد لمحتهم من بعيد. ولا تحتاج إلى السؤال عن نسبة الإشغال، لأنها تقارب الصفر، ومع ذلك كانت الصحف الخمس الصادرة باللغة العربية تتحدث عن المعوّقات التى يواجهها اقتصاد دبي!

وللحق، أقول لكم إنني خرجت من زياراتي تلك، بقناعة أعتقد أنها أقرب إلى الحقيقة، فالإخوة الأعزاء لا يركزون الأضواء على ما يحدث عندنا من باب الشماتة، ولا يدفعهم الحسد أو الغيرة، أو حتى الحقد على ما تحقق لدينا؛ لا، بل هم يتبعون الحاسة الصحافية التي تقول «إن الأهم هو الأولى بالمتابعة والنشر ويتقدم على المهم»، وحيث إن غالبية سكان الدول المجاورة لديهم نوع من أنواع الاسـتثمار في دبي، فإن أخبار دبي تهم شريحة كبيرة من الناس في تلك الدول، ولهذا كان التركيز، لإرضاء القراء والمتابعين، ولكن ذلك لا يمنع من إضافة معلومات سلبية لإرضاء غيرهم!

 

myousef_1@yahoo.com  

الأكثر مشاركة