«بأبي أنت وأمّي»

صلّوا على من نُصرت به العرب..
كيف للكلمات أن تصف ما حدث في مثل هذا اليوم قبل 1483 عاماً؟ يوم أن منّ الله علينا بمن بُعث فينا من أنفسنا وحوّلنا من مجموعة من القبائل التي تتقن فن الحروب لمئات الأعوام من أجل ناقة.. إلى أمة أوصلت كل مكارم الأخلاق الى مشارق الأرض ومغاربها على أقل من 100 ناقة..!

كيف نصف من حوّل بإذن الله أقواماً كانوا يئدون فلذات أكبادهم خشية العار إلى رجال يقبلون الجنان تحت أقدام أمهاتهم صغاراً كانوا أم كباراً..؟!

كيف تجرؤ الكلمات أن تقترب من نور البسيط الأمّي الذي طُوِعت له الكلمات تترنم بها مزامير داوود آناء الليل وأطراف النهار.. قارئة ومرتقية..؟!

قال من أُمرنا بالصلاة عليه «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله»، فليس العجب إلا ممن يعجبون لحملات (أهل كسرى) و(أهل قيصر) للنيل ممن قضى على دولهم وإمبراطورياتهم - حتى ولو كان ذلك في مقاييس السياسات الدولية وبعيداً عن الوجوه الدينية للصراع - فهل نتوقع من أتباع إمبراطورية الأخير وهم يرون أنها اندثرت بينما يسجل الإسلام الى اليوم أرقام الدين الأسرع انتشاراً ويسجل اسم (محمد) الأسم الأكثر تداولاً.. هل نتوقع منهم غير أن يقوم رسام قليل الموهبة غير معروف الذكر بمحاولة حاقدة للنيل وبشكل لا يُذكر إلا ببيت محمد مهدي الجواهري «وفي السماء يد تأبى عدالتها ... أن يقرب الشمس زخات من الوحل»..

وهل نتوقع من كسرى إلا أن يلبس عباءته السوداء ماداً يداً مصافحة وأخرى تحمل الخنجر ومحاولاً هدّ حصوننا من الداخل وهي التي بقيت صامدة في وجهه مهما حاول التستر وراء بيت النبوة لتحقيق أهدافه المشبوهة..

يدخل اللغويون والفقهاء في كل عام بما يشبه التحدي على أيّهم يأتي بعبارة تحمل أكثر عدد من الأرقام في الصلاة على النبي، كقول أحدهم: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد ما سبّح طير وطار وعدد ما تعاقب ليل ونهار»، وقول آخر: «اللهم صل وسلّم عليه عدد ماهبت نسائم وعدد ما لاحت على الأيك الحمائم»، وآخر: «اللهم صل عليه عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون»..

إلا أن الرقم القياسي لأقوى مسج في هذا العام قد يكون ما وصلني من أحد أساتذتنا الكرام «صلى الله عليه عدد ما عند الله من العدد في كل لمحة عين من الأزل إلى الأبد وسلّم تسليماً»

ورد في الأثر «أن لكل امرئ من اسمه نصيب» وهذا خير ما نتفاءل به لسفينتنا الراسخة في بحور هذا العالم المتلاطمة إن شاء الله.

 

shwaikh@eim.ae

الأكثر مشاركة