أقول لكم

محمد يوسف

يعجبني من الكلام معناه، وتأسرني الفكرة في كل إبداع شعري، ولا أقف كثيراً أمام المترادفات والبحور والقوافي، وما نظمت في حياتي بيتاً ولن أنظم شطراً، فهذه ملكة لا أملكها، ولكنني أقرأ وأتابع وأستخلص من كل عمل ما أراه بمشاعري وأحاسيسي وما تذهب إليه نفسي، آخذ الكلمة من سياقها، وأغمس الفكرة في رحيقها، وأتشبع برائحة عطر تفوح عبر حروفها، وأهمس في داخلي عندما أتلقى رسائلها، وأقول «وصلت إلى مقاصدها».

كذلك كانت أمسية حمدان وأحمد مساء أول من أمس، رسالة معطرة بعطر لا يباع ولا يشترى، ومغلفة بغلاف يشع نوراً وضياءً، ويبارك الجلسة الأب الذي لم تفارقه الابتسامة، بحنانه ينثر البُشرى نحو كل الناظرين إليه، وتتلى القصائد للوالد والوالدة والأخت والأخ، للعلاقة الأبدية التي لا تنفصم مع الأرض والراية والناس، للخير في وجه الشر، وللحب خارج نطاق الحقد والحسد والكراهية، وتخرج العبارات رنانة لتمزق كل الشائعات وتحسم الإجابات عن كل التساؤلات، وتتغنى بالتفاؤل، تجعله شعاراً للمقبل من الأيام، وتبث الفرح لتبعد بقايا تردد مازال يعيش في بعض القلوب.

هكذا نظرت إلى الأمسية الشعرية التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأحياها ولي عهده سمو الشيخ حمدان وشقيقه سمو الشيخ أحمد، وإذا كانوا يقولون «المعنى في بطن الشاعر» حول تفسير القصائد، فإنني اليوم أقول لكم إن للأمسية من المعاني ما كان في عقل وقلب ووجدان من رعاها ونظمها وأحياها، فالمعاني تخرج من الفكر وليس «البطون»، كما تساءل الشيخ أحمد بن محمد مستغرباً من ذلك القول القديم، ونحن نقرأ ما بين السطور، وقد تعلمنا دوماً أن نفهم لغة العيون، وأن تكفينا الإشارة، وقد جاءت الإشارة واضحة وضوح الشمس لكل لبيب، أما من لا يريد أن يفهم، ومن لا يقدر على اسـتيعاب الإشارات والتعبيرات الصريحة، فهذا ما لا حاجة لنا به، ولن نكلف أنفسنا عناء الالتفات إليه.

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر