مهرجان.. وملاحظات
مهرجان دبي للشعر، تختتم اليوم دورته الأولى، والتي ضمت فعاليات عدة، من أمسيات وجلسات نقدية واحتفاليات برواد في الشعر، وراحلين رسموا ملامح جديدة في سيرة القصيدة.
شعراء من القارات كلها شاركوا في المهرجان الذي يُعدّ مبادرة مهمة، خصوصا في هذا الزمن الذي يكاد يتدحرج مثل صخرة ثقيلة على حياة البشر.
الشعر أضاء المكان، ودبي أضاءت قلبها للقصيدة.
وخلال أيام المهرجان بادرت إدارته باستطلاع آراء المشاركين، لعلمها أن الخطوة الأولى قد يعتريها بعض التعثر، وقد تظهر ملاحظات جديرة بالدراسة. وبهذه الخطوة تؤكد إدارة المهرجان أن الشعراء المشاركين في دورته الأولى حريصون على تطوير المهرجان وتعزيز نجاح فعالياته، وهم أدرى بشعاب المهرجانات الشعرية، خصوصا أن لدى بعضهم خبرة في تنظيم المهرجانات والإشراف عليها.
إدارة المهرجان رصدت آراء المشاركين للاستفادة منها في تعزيز النجاح، وتلافي بعض العثرات. وهذه مبادرة ذات أهمية لأن العمل البشري دائما لا يخلو من ملاحظات. ومن المتوقع أن يظهر المهرجان في دورته الثانية بصورة أكثر تألقا وأكثر تطورا.
وفي الجلسات الجانبية على هامش الأمسيات والأصبوحات والندوات، كانت الخيمة الصغيرة المجاورة للمركز الإعلامي تضم قارات تحت سقفها، من خلال المشاركين الذين يجلسون هناك ويتداولون بحب شؤون المهرجان والكتابة والترجمة، كما يتبادلون الكتب والعناوين. وخلال تلك الجلسات أبدى مشاركون ملاحظات حول المهرجان، من بينها ملاحظة على مواقع إقامة الفعاليات، إذ أشاروا إلى أهمية أن تكون الأمسيات والندوات في مكان واحد، بحيث يتاح حضور الفعاليات لعدد أكبر من المشاركين والجمهور. كما أبدوا ملاحظة حول توقيت الأمسيات في أماكن متعددة، ما يجعل من المتعذر حضور الفعاليات كلها أو معظمها. وثمة ملاحظة أخرى حول ترجمة القصائد، إذ لا تظهر الترجمة العربية على شاشة المسرح. كما أشار عدد من المشاركين إلى ضرورة عدم الدمج بين الشعر الفصيح والنبطي، موضحين أهمية أن يكون للشعر النبطي مهرجانه الخاص، أو أن يتم تخصيص أمسيات للنبطي، نظرا لاختلاف مناخاته وأجوائه وفضاءاته.
ومع كل هذا، فإن إدارة المهرجان بذلت جهودا مميّزة لإنجاز الدورة الأولى، التي جمعت أكثر من 100 شاعر من نحو 45 دولة من جميع القارات. وكان لحضور الشاعر والرسام الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ ألق خاص، إذ ألقى كلمة شاعرية إنسانية عميقة المعاني في افتتاح المهرجان، أكد فيها أهمية المهرجان في تعزيز جسور التواصل الإنساني عبر الإبداع الشعري والحوار مع الآخر. كما ضم المهرجان عددا من أبرز الشعراء. وكان المهرجان فضاء يؤكد أن الشعر والإنسان توأمان سياميان لا ينفصل الواحد عن الآخر.
المهرجان الذي يختتم اليوم، مبادرة جمالية إنسانية إبداعية، تضاف إلى سجل دبي من المبادرات الناجحة.