من المجالس
طالب ناشطون سياسيون وأكاديميون أميركيون وعرب ومسلمون الرئيس الأميركي باراك أوباما بمساندة الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي. وقال أكثر من 140 شخصاً وقّعوا على رسالة في واشنطن، بينهم الأميركي فرانسيس فوكاياما صاحب نظرية نهاية العالم، وسعد الدين إبراهيم، نابش قضية الأقليات في الوطن العربي، بالإضافة إلى نخبة من قادة الرأي والسياسة والاستخبارات الأميركيين والمسلمين، إن دعم أوباما للديمقراطية في الشرق الأوسط ليس لمصلحة المنطقة فقط، وإنما يخدم المصلحة الأميركية.
وبالرغم من النتائج العكسية والمخيبة للآمال التي أتت بها سياسة جورج بوش الابن من خلال محاولاتها تصدير الديمقراطية وفرض القيم الأميركية، إلا أن أصحاب الخطاب حاولوا قلب الصورة باتهام تطبيق إدارة بوش للفكرة بدلاً من الاعتراف بعبثية الفكرة من الأصل وخلّوها من البراءة التي حاولوا أن يلبسوها رداءً مختلفاً في عصر أوباما. الديمقراطية ليست شطائر «بيتزا» ولا هي علب «كوكا كولا»، ولا هي سراويل «جينز» يمكن فرض تسهيلات جمركية على مستورديها لإجبارهم على تشجيع استهلاكها لدى مواطني «الأسواق» المستهدفة. والقيم الأميركية مخزون ثقافي وحضاري تراكمي أصله المكان ووسيلته إنسان ذلك المكان، يمكن توصيل معانيه ليتفهمه الآخرون، ولكن لا يمكن إنزاله بالأوامر العابرة للقارات، والأفكار الاستعلائية، والطموحات الاستعمارية. والدعوة لتنشيط الحريات وتسييد القانون في عالمنا العربي الإسلامي إذا لم يتأسس من صميم حاجة أهله، وأصل تطلعاتهم، وخالص رغبتهم وإراداتهم فإنه لن يتحقق عبر باب تحقيق المصالح الأميركية ومعها وخلفها مصالح أهل المنطقة. لذلك ننصح الرئيس أوباما بأن يواصل انشغاله بأزمة بلاده الاقتصادية التي جرفت معها اقتصاد العالم، والتركيز على إعادة ترميم البناء الديمقراطي الأميركي الذي أوقعت فيه مدافع المحافظين الجدد أفدح الإصابات، ومواصلة تنظيف السيرة الذاتية لأميركا مما أوقعته فيها حقبة بوش الرجعية. وننصح الناشطين العرب والمسلمين أولاً بالكفّ عن توسّل الحرية من الخارج، ورجال النخبة الأميركيين بالتخلص من عقدة الوصاية على العالم.