أعراس الثقافة

عبدالله الشويخ

جميل جداً هو المشهد الثقافي في الدولة وأجمل منه هي أعراس الثقافة التي تقام هنا وهناك، وآخرها معرض أبوظبي للكتاب.. والذي يعتبر طريقة ناجعة للإفادة من التنمية في بناء ما يمكن الإفادة الحقيقية منه وهو بناء الثقافة والشخصية.

على هامش المعرض، تم عمل مسابقة جميلة ربما للمرة الأولى في الدولة وهي مسابقة (الرواية المفضلة في الإمارات)، حيث تقوم أبوظبي للإعلام بالشراكة مع معرض الكتاب بطرح 20 عنواناً للترشيح ضمن ما يعرف بالكتاب الأكثر شعبية أو الرواية المفضلة، إلا أن السؤال هو: على أي أساس اعتمد المصنفون في اختيار هذه الـ20 عنواناً ؟!

ربما باستثناء المجموعة القصصية للأديب محمد المر، أثارت كل أو أغلب الروايات الأخرى ضجة لدى صدورها وهو ليس بالضرورة دليل نجاح.. بل إن عدداً غير قليل منها تجاوز الخطوط الحمر، لا لشيء إلا من باب (خالف تعرف).. شيكاغو، بنات الرياض، الحفيدة الأميركية.. لم يبق ربما إلا إضافة سعوديات، ووليمة لأعشاب البحر، والقران المقدس، لتكتمل المجموعة.. القليل من الأدب والكثير الكثير من الضجيج الإعلامي والسجال الفكري..

ثم ما الجهة التي اختصرت النتاج الأدبي في السنوات الأخيرة بهذه الروايات، إذا كان ليست هناك حدود لـ(حرية الفكر) أو كانت هناك حدود، فأين روائع النجيبين محفوظ والكيلاني، وإذا كان المقياس هو الانتشار، فأين مشاغبات غازي القصيبي التي طبعت ومازالت عشرات الطبعات الحقيقية وليست تلك التي تطبع بلغات أخرى وتحسب ضمن الإجمالي؟! هناك أمور تشق على التصديق فعلاً، هل حقاً تمت ترجمة (بنات الرياض) للإنجليزية وحققت أرقاماً!! إذا كان بعض سكان (الشرقية) لن يفهموا الكثير من إرهاصات نجد فهل سيتذوقها القارئ الإنجليزي ؟!

سيقال إن الأدب، والأدب وحده، كان هو العامل في تحديد هذه الكتب الـ،20 بمعنى أن روايات غادة السمان وأحلام مستغنماني وتركي الحمد من جهة الذين لا يقيمون وزناً (إلا للأدب المجرد) والعشرات بل الآلاف قبلهم وبعدهم ممن وازنوا بين الأدب والتأدب كأحمد خالد توفيق وغيره.. كل هؤلاء لم يحالفهم الحظ بالوجود في قائمة الـ20 الأوائل!

يقول المنظمون إن اختيار الكتب الـ20 جاء بناء على (أبحاث مطولة)، كما ورد في الموقع الرسمي . فهل هي أشبه بتقارير البنتاغون أم يمكن إطلاع الجمهور عليها فقط للتأكد أنها لم تستند كلية إلى قائمة محال (فيرجن ميغا ستورز).. وكان الله في عون أمة تحصل فيها (بنات الرياض) على الكتاب الأكثر شعبية.
تويتر