أقول لكم
توقفت كثيراً عند جملة واحدة قالها محمد بن راشد في حواره مع الصحافة عبر الإنترنت، رغم أن الحوار كان طويلاً جداً، وفيه من المعلومات ما لا يعد ولا يحصى، وفيه وضوح لم نعهده من الساسة والقادة، فهذه الجملة تختصر كل المعاني، وتجمع كل الأجوبة، وهي قول سـموه «العالم يعترف بك لأنك ناجح ومتميز ومبادر وقادر على المنافسة».
نعم، فإذا أخذنا النجاح نحتاج إلى مجلدات حتى نوفيه حقه، وإذا تحدثنا عن التميز فلن تسعنا المساحات، ولن يكفينا الوقت، أما المبادرات فهي التي أدارت رؤوس كل أصحاب الخبرة والعارفين بنظريات التطور والتقدم، وإن وصلنا إلى القدرة على المنافسة فشواهدها كثيرة، حتى إننا ذهبنا إلى عقر دار الكبار بخبرات وإدارات تفوقت بعد أن نافست، وهذه هي القصة وما فيها، هي العنوان الكبير، وهي «مربط الفرس» كما يقولون، ولكن، وبما أننا نتحدث هنا عن الفارس الذي لا يقبل بغير المركز الأول، دعونا نتساءل عن من يحمل هذه الصفات، ويضع تلك العلامات الأربع عند خط النهاية، وهي النجاح والتميز والمبادرة والمنافسة، ألا ترون أنها ناقصة؟
نعم، هي كذلك، ومحمد بن راشد لم يكملها، لن يفعل ذلك، ولكننا نعرفها، نحسها، نعايشها، نتلمسها مع كل خطوة، وفي كل نجاح يتحقق، ومع كل مبادرة متميزة تنطلق، ولنأخذ الحدث نفسه، هذا الحدث الذي استحق لقب الريادة، وأقصد الحديث المباشر عبر الموقع الإلكتروني الذي أداره الشيخ، فهو غير مسبوق، ولا أظنه سيكون «ملحوقاً»، والكلمة الناقصة تأتي في هذا المكان، تقف مكتوبة أمام أنظارنا وإن لم تخطها يد، محفورة بداخلنا وإن لم يقلها لسان، وهي محور شعورنا بالخطوة التي قد يهرب منها كثيرون، إنها الشجاعة، إن وضعناها بعد أو قبل النجاح والتميز والمبادرة والمنافسة سنجد اسم محمد بن راشد يسبق ويلحق الزمن الذي يختصر نفسه في الكلمات الخمس التي تكون جملة تروى تفاصيلها على مر الأزمان، فلا يبادر غير الشجاع، ولا ينافس بشرف غير الشجاع، ولا ينجح غير الشجاع، ولا يتميز غير الشجاع، ولا يجلس خلف «شاشة» الكمبيوتر ويداه على لوحة المفاتيح ليجيب عن كل شيء غير الشجاع، وهذا هو فارسنا محمد بصفاته الخمس.