الدراسة في رمضان

حمدان الشاعر

يدور الجدل حالياً بين وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور بشأن موعد بدء العام الدراسي الجديد الذي يتزامن مع شهر رمضان الكريم، وجهة النظر التي يطرحها كثير من الناس المعلمين والطلاب لا تخلُ من المنطق الذي يستند إلى صعوبة الدراسة في شهر الصيام وفي شدة حرارة الصيف، علاوة على ما يصاحب الشهر الفضيل من شعائر إسلامية كصلاة القيام وسفر الكثيرين لأداء مناسك العمرة. اقتراح تأجيل تاريخ بدء الدراسة تم طرحه في دول الخليج الأخرى، وأعلنت تبعاً لذلك بدء العام الدراسي بعد عيد الفطر، في حين ظلت دولتنا استثناءً ليست له حجة دامغة.

حرص الوزارة على مصلحة أبنائنا لا شك فيه، ورغبتها في زيادة أيام الدراسة أمر محمود، وذلك على غرار العديد من دول العالم التي تلجأ إلى زيادة أيام الدراسة الفعلية، إلا أن الأمر هنا يستوجب شيئاً من العقلانية والاستماع والإنصات إلى الرأي الآخر، لأن بالإمكان تحقيق ذلك من خلال ترحيل هذه الأيام إلى آخر العام الدراسي، أو اقتراح أية وسائل أخرى، وهي كثيرة، وبالإمكان مناقشتها وتبنيها لتعوض تأخر بدء العام الدراسي، فالتصلب في الرأي الذي تمارسه الوزارة يبدو غير مبرر، ويجافي لغة الحوار الإيجابي الذي ينصت ويناقش ويقدّر وجهة النظر الأخرى.

لرمضان ظرفه الديني الذي يستوجب مراعاته، مثلما للأجانب فرصة الاحتفال بأعياد الميلاد والفصح وتعطيل الدراسة في هذه المناسبات، ناهيك عن مقدار العطاء الذي يُنتظر من معلم أنهكه الصيام وحرارة الجو، ومقدار الفهم من طلبة أعياهم السهر والجوع، والكل يعلم أن جاهزية المدارس لاستقبال طلابها في بدء العالم الدراسي تكون مصحوبة بنقص في الصيانة وأعطال في التكييف.

صار من الضروري أن يكون للمعلم وولي الأمر والطالب فرصة إيضاح وجهة نظره والأخذ بها، علماً بأن هذا لن ينقص شيئاً من هيبة الوزارة، بل لربما ساعد هذا على تحسين سمعة وزارة التربية والتعليم وازدياد شعبيتها التي باتت في تدهور مستمر.

هذه السلبية التي تمارسها الوزارة والإصرار على قرارات لا تراعى فيها الظروف المجتمعية والبيئية جعلتها سبباً في إثارة مشكلات بدلاً من حلها، لذلك كان الأخذ برأي المعنيين بدوام رمضان أمراً مهماً ويستدعي المشاركة والاهتمام بالآخر واحترام رأيه.

الاحترام هو شعار التعليم الأول في كل أصقاع الأرض، وهو منطلق التربية الأصيل الذي نطالب وزارة التربية والتعليم بأن تمارسه.

hksher@dm.gov.ae

تويتر