أقول لكم

محمد يوسف

أصبحنا وأصبح الملك لله، دعاء مستحب خصوصاً لمن يتوقع أن يكون يومه حافلاً، بعد أن ألقى قنبلة دخانية، وأي قنبلة! إنها مرتدة، وقد تتحول إلى حارقة، وقبل أن أنشغل بأي شيء، نظرت إلى الرسائل في الهاتف، وتعوذت 10 مرات من الشيطان، الأسماء الظاهرة لا تبشر بالخير، فاخترت ما أعرف أنها ستكون أقل وقعاً على نفسي، فهذه زميلة لم أعهدها سليطة لسان أو يمكن أن تستخدم ألفاظاً خارجة على الذوق، رغم شططها في بعض الأحيان خلف المواقف الحماسية، فترددت كثيراً في فتح الرسالة، «فقد تكون من صاحبات (الجندر)، و(تنكد) عليك،» هكذا قلت لنفسي، وتريثت في محاولة للتكيف الذهني مع «الجنس اللطيف»، عفواً، أرجو المسامحة، إنه «النوع الاجتماعي اللطيف»، وهو لطيف جداً متى ما كنت مؤيداً لكل ما يطرحه، لا، بل لكل ما تطرحه، فالمؤنث لايذكر، وهذه مطالبة دولية صُححت من أجلها قواميس واستحدثت مسميات، وغداً عندي كلمة في الجمعية العمومية لجمعية الصحافيين، ولن أبدأ بكلمة جامعة مثل «إخواني» فلابد وحتماً أن يكون البدء بالأخوات، وأيضاً تلحقها كلمة العضوات، ويكفي ما واجهته قبل عامين عندما «نط» عضو «جندري» ليقاطعني مع بداية ترحيبي بالأعضاء، مصححاً، وقاصداً إظهار جهل «نوعي» من طرفي.

مازلت متردداً في فتح الرسائل، حتى الإلكترونية، وإني أرى شرراً يتطاير من العناوين، ويا قلب لا تحزن، ولا ترجف، قمة الأدب والذوق، تماماً كما توقعت، وهذه ميزة الخبرة الطويلة في التعامل مع الناس، وفهم الحياة، هي لا تدافع عن المرأة، ولا تهاجمني، شيء جيد، أعرفها، مؤدبة وعفيفة اللسان، ولكن هل سمعتم عن السم في العسل؟ أو الخَدَر الذي يتبع لسعة العقرب، لا أدري لماذا أشعر بأنني أتعرض للاثنين معاً، كلام جميل يترك حرقة داخلية، يبدأ بصباح الخير وينتهي بما يزيد قليلاً على التحذير، وتذكرت صاحبي الذي سيجدها فرصة للشماتة، وحمدت الله أنه لن يكتب هذه الأيام لسفره الذي جاء في وقته، ولن «يردح» الريامي على مصيبتي هذه المرة ليحسن صورته، ودعوني أعُد إلى الرسالة، وسأترك لكم مهمة التفسير والتحليل، فهي تقول «صباح الخير.. يا

بويوسف هالله هالله بعمرك.. شو.. ناوي تدخل عش الدبابير».

myousef_1@yahoo.com

تويتر