أقول لكم
كن قوارير فتحولن إلى دبابير، سبحان الله، لقد أوصانا بهن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وقد عملنا بالوصية، وترفقنا بالنساء، ودللنا، ودلعنا، و«شلناهن» على كفوف الراحة، نكسر خواطرنا ونتجنب خدش خواطرهن، إذا تكلمن استمعنا واهتزت رؤوسنا والابتسامات تشق وجوهنا، وإذا تكلمنا قد لا نكمل جملة واحدة، ومن بعدها نصمت، اتقاء للشر أو للضرر اللاحق، كله سيان، فقد اكتسبنا مناعة فاعلة حتى ظهرت تلك الفئة أو النوعية من الجندريات، فنحن لانجمع الصالحات بالطالحات، ولكن المرأة حساسة جداً في تقبل النقد، حتى وإن كان موجهاً لغيرها، فهذه المنقبة التى ليس لها «في العير أو النفير» ما لها تطلق العنان للسانها بما لذ وطاب لها من كلمات الذم والسباب، وهي ليست مجندرة، ولا تنطبق عليها أوصاف النوع الاجتماعي، بل هي حتى لا تصلح لأن تكون «قارورة» يمكن أن نرفق بها، ما بين رد على رد وتوضيح تلو توضيح فهمت أختنا القصد والمعنى، وزفرت زفرة كادت تفجر طبلة أذني، أما صاحبة الرسالة الرقيقة التى ذكرتها يوم أمس، فهي تؤكد أن قصدها شريف، فلا هي تنذر ولا تهدد، وأيضاً هي لا تحرض، ولكنها لا تريدني أن أعيش أسبوعاً جديداً مع مطاردات الحريم كما تقول، وقد صدقتها، رغم أنها لم تؤيدني عندما ضربت لها بعض الأمثلة، ولا أدري ما تخبئه لي الأيام، ولكن ما الذي سيحدث؟ طرحت السؤال على نفسي، وأجبت، فالذي بيني وبين الجندريات ليس خافياً على أحد وكم كنت ضعيفاً معهن في السابق، ومرجع ذلك الضعف كان العادة والثقافة والعيب، فقد تعلمنا أن نقدر المرأة وأن نعف اللسان عنها، حتى ظهر جيل المساواة واستغلال الرجل إلى أقصى حد، وهو جيل بشع، أقصد أنهن يمثلن جيلاً بشعاً، يشتمنك وعليك أن تبتسم، يكذبن ومطلوب منك أن تصدق على أكاذيبهن، ويدعين ما ليس فيهن وأنت يجب أن تهز رأسك تأكيداً وتأييداً، عندما أسقطن الأقنعة، وتحولن إلى نوع بشري بعيد عن النعومة واللطافة والتهذيب، وبدلن رقة القوارير بصلابة الخناجر، ما عادت تنفع معهن مجاراة أو مهاونة، فنحن لن نكون النوع الاجتماعي المغلوب على أمره قبل الجندر وبعده، ومناعتنا قوية ضد اللسعات لأننا نلنا منها ما يكفينا!