أقول لكم
طلع الفجر، والحرب الضروس لاتزال دائرة رحاها، هناك في ماليزيا، في أقصى الشرق بعيداً عنا، ولكننا نحن المتقاتلون، نحن حَمَلة السيوف نطعن بها بعضنا بعضاً، وجُيشت الجيوش عبر نقل مباشر، وكأن الانكسار لا يتساوى مع الانتصار، وتدخّل البعض الآخر، من كوريا وغيرها، ودار كلام يعف اللسان عن ذكره، وصارت الساحة تزخر بالإخوة الذين يجيدون طعن الإخوة.
أكتب من دون أن أعرف من الذي فاز ومن الذي خسر، فقد خرجت بنتيجة واحدة، وهي أننا نحن الذين خسرنا، عرب آسيا، لا بل الخليج هو الذي بدأ يخسر، فالكلمة ما عادت واحدة، فهذا كبير يريد أن يفرض رأيه، وهذا متمكن منذ زمن قد يطول عن غيره بسنة أو اثنتين ويريد أن يكون الأستاذ، وهذا حصل على كرسي فأصبح الكرسي حقاً شرعياً له، وتنعكس صورة ما كنا نعرفها من قبل، فنحن نختلف، وتتباين وجهات نظرنا، وندافع عن آرائنا، ولكننا في النهاية نصل إلى اتفاق، ولا ننشر غسيلاً غير مستحب أمام الآخرين، وما كنا نمنح الآخرين فرصة الاصطياد في الماء العكر، ولكننا أصبحنا نفعل كل ذلك، ومن شاهد قناة الدوري والكأس القطرية طوال ليل الخميس ـ الجمعة، أصابته حالة ذهول، فالذين يبحثون عن فرص ظهروا هناك.
وخرجت من أفواههم كلمات غير نظيفة، هذا يشتم ذاك، وذاك يكذّب هذا، وهكذا، كان ملعب القذف والسب والتشهير، والإساءة إلى الذمم والنيات، والاتهامات غير المقرونة بالبراهين، كل ذلك سمعناه مع بعض الابتسامات الخارجة عن الذوق، حتى تداخل أطراف الخلاف الداخلي في الكويت، واستغلوا الفرصة لبيان المواقف ومنح ومنع الحقوق الوطنية، ولم يتورع كل «قاذف» عن الاستشهاد برموز الدولة والدول الشقيقة والصديقة، وغابت الروح الرياضية عن الأغلبية، واحتلت الضغائن مركز الصدارة بامتياز وكل هذا على ماذا؟ إنه صراع كرسي في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، فهل كان هذا الكرسي يستحق هذا الانشقاق بين أبناء الخليج؟!