لتكن عاصمة للإعلام العربي
ليس بعيداً عن دبي التي تحتضن العديد من أبرز قنوات الإعلام العربي والأجنبي، من مكتوب ومسموع ومرئي وإلكتروني، أن تكون عاصمة للإعلام العربي لما تشكله من مركز إعلامي حيوي وحر، وعلى الرغم مما قيل ويقال وسيقال في وسائل إعلام غربية حاقدة ضد قصة النجاح التي حققتها إمارة دبي، وضخ أخبار وتحليلات وأكاذيب تستهدف إنجازات المدينة على الصعيد الاقتصادي والإعلامي والعمراني وغيره، في إطار الأزمة المالية العالمية التي ضربت سائر المعمورة، تبقى مدينتنا كما يعرف الجميع، لا بل كما يرى ويلمس من يعيش فيها أو من يأتيها قادماً من بلاد الغرب بلاد العالم الأول، تبقى أفضل بمرات من الوضع في بلادهم، والذي وصفه بعض الإعلاميين بالمرعب.
في منتدى الإعلام العربي الذي انطلق تحت شعار «الإعلام العربي.. ثقل المتغيرات وأعباء الأزمات»، والذي ركز على الوضع الاقتصادي وواقع الإعلام العربي وأسلوب التعاطي الإعلامي مع الأزمة، جاء المنتدى بعناوين براقة تتلمس الواقع العالمي الجديد، خصوصاً في المجال الإعلامي الذي لا ينكر أحد تأثره البالغ بسبب الأزمة الاقتصادية. وحضره نخبة من الإعلاميين العرب والإماراتيين، ألقى عمرو موسى كلمة حمّل في ختامها الإعلام العربي مسؤولية الإسهام المؤثر في تشكيل الشخصية العربية، كما لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن عدد الفضائيات العربية ارتفع إلى ،520 وأنه على الرغم من تراجع الصحافة الورقية في العالم وإغلاق بعض أقدم الصحف العالمية، لاتزال منطقتنا تشهد صدور صحف جديدة، أما الصحافة الإلكترونية فتشهد أيضاً تطوراً كبيراً على الساحة العربية، ليصل زوارها إلى الملايين، ونوه موسى إلى دور التكنولوجيا الجديدة عربياً كالتلفزيون المتنقل الذي من المتوقع أن يبلغ عدد مستخدميه أعداداً مليونية.
إذاً هناك نمو كبير في وسائل الإعلام، ونحن نلحظ هذا النمو في دبي، لكن دائماً مع هذا التفاؤل بدور الإعلام في حياة الشعوب، ومع قراءة هذه الأرقام الكبيرة لعدد الوسائل الإعلامية العربية، تبرز أخطار المؤسسات الإعلامية المارقة، فهناك دور سلبي تلعبه وسائل إعلام بعضها يدري والآخر لا يدري «بفعلته».
الذي يدري هو إعلام موجه مدفوع من هيئات أو دول قد تكون جارة أو أبعد بقليل، وتهدف إلى نقل فكر أو التأثير في المجتمع العربي، وتكوينه بما يخدم مصالحها ويضر بمصالحنا، وتروج دائماً لفكر مموليها، وهنا يجب الحذر والتحذير من هذه الوسائل، أما وسائل الإعلام التي لا تدري الدور السلبي الذي تقوم به في هدم أسس مجتمعية والتأثير في عقول شبابنا وأطفالنا، وخلق جيل لا يدرك إلا صغائر الأمور متعلق بالقشور، فهذه وسائل إعلام معظمها يقام على أسس ربحية دون وجود وازع إعلامي مهني في عملها، لذا أدعوا هنا إلى فرز إعلامي جديد ولا أدعو إلى منع أو إغلاق، بل فرز أو تصنيف لتلك المؤسسات ليكون المتلقي على إدراك بماهية هذه الوسائل.
salemhumaid.blogspot.com